Afrika: Kıtanın Unsurları Üzerine Bir Çalışma
أفريقيا: دراسة لمقومات القارة
Türler
بيروت في سبتمبر (أيلول) 1973
القسم الأول
الدراسة العامة لأفريقيا
الفصل الأول
مولد أفريقيا المعاصرة
(1) كشف القارة
أفريقيا جزء لا يتجزأ من قارات العالم القديم، إلا أن كشفها كشفا علميا تأخر كثيرا حتى أوائل هذا القرن، ولكن هل ظلت شعوبها قابعة في أوطانها لا تحاول استجلاء البقاع المجاورة لها من أرض أفريقيا؟ هل ظلت الدول التي نشأت في القارة قانعة داخل حدودها دون محاولة استجلاء تخومها وما وراء هذه التخوم؟
إننا نعرف أن الدول حينما تنشأ وتثبت قواعدها تبدأ داخلها حوافز توسعية وتجارية، تؤدي بهذه الدول إلى إرسال البعثات التجارية والعسكرية إلى أصقاع مجهولة تبدأ من حدودها البرية والبحرية. هكذا كانت أحوال دول المدينة اليونانية وأحوال دولة روما في العصور القديمة، وأحوال فرنسا وإنجلترا وروسيا وغير ذلك في العصور الحديثة.
والقاعدة نفسها تنطبق تماما على دول أفريقيا في حقبها التاريخية المختلفة، وأطول تاريخ معروف لدولة أفريقية هو تاريخ الدولة المصرية، الذي يمتد بضعة آلاف من السنين قبل المسيح. هنا عدة وثائق تاريخية تثبت أعمال الكشوف الجغرافية والبعثات التجارية والحملات العسكرية المصرية في مناطق عديدة من أفريقيا، وبعض أماكن التوسع العسكري والتجاري الفرعوني معروفة، أهمها: ليبيا والنوبة وساحل البحر المتوسط الشرقي وجزر هذا البحر، ولكن بعضها ما زال يكون مشكلة؛ هناك أسماء غير محدودة الموقع حسب معلوماتنا الجغرافية الراهنة، ومن أهم هذه الأسماء «يام» و«بنت». «يام» هي تلك البلاد التي نشط أمراء أسوان في أعمال كشفها وتجارتها، فهل يستفاد من ذلك على أنها تقع في منطقة ما في السودان الأوسط والجنوبي؟ ويدعم هذا الاستنتاج أن سكان «يام» أو بعضهم على الأقل كانوا من الأقزام.
1
Bilinmeyen sayfa