Afrika: Kıtanın Unsurları Üzerine Bir Çalışma
أفريقيا: دراسة لمقومات القارة
Türler
ومتوسط تصريف نهر الكنغو السنوي عند المصب قرابة 40000 متر مكعب في الثانية، ولو أنه يتراوح بعض الشيء في المواسم المختلفة، وتأتي الروافد الاستوائية «إيتيمبيري - سانجا - مونجالا - أوبنجي» بمياه الفيضان بين مارس ونوفمبر، أما الروافد الجنوبية «لوالابا - لومامي - كساي» فتأتي بمياه الفيضان من أكتوبر إلى مارس، ولهذا تبلغ مياه الكنغو أقصى تصريف لها في الخريف، وعلى الأخص في شهر أكتوبر حيث تشترك المنابع الشمالية والجنوبية معا في جلب المياه، بحيث يصل التصريف عند المصب حوالي 80000 متر مكعب في الثانية. والسبب في ثبات تصريف الكنغو معظم أشهر السنة، هو أن الروافد الشمالية تحظى بموسم مطر في الربيع والصيف في الوقت الذي تكون فيه الأمطار قليلة في الروافد الجنوبية، وفي الخريف والشتاء تسقط أمطار كثيرة على الروافد الجنوبية، بينما تقل في منطقة الروافد الشمالية، ولا شك أن ذلك كله مرتبط بنظم سقوط المطر شمال وجنوب خط الاستواء في المنطقة الاستوائية، كما سيأتي تفصيله فيما بعد.
وللكنغو - كما سبق أن ذكرنا - شبكة هائلة من الروافد تأتيه من مختلف الجهات، وأهمها الشمال الأوبنجي الذي يكاد أن يكون نهرا قائما بذاته، ومنابع الأوبنجي عبارة عن ارتباط نهرين كبيرين، الشمالي منهما هو نهر بومو الذي ينبع من خط تقسيم المياه بين النيل والكنغو، والجنوبي نهر أويلة الذي ينبع من حافة الأخدود الغربي قرب التقاء حدود السودان والكنغو وأوغندا، ويتجه كلا النهرين غربا فيلتقيان عند ياكوما، ويسر النهر بعد ذلك باسم الأوبنجي في اتجاه الغرب مكونا الحدود مع جمهورية وسط أفريقيا، ثم يتجه جنوبا عند «بانجوي»، ويتسع مجراه حتى التقائه بالكنغو قرب بحيرة تومبا.
أما كساي فهو أهم روافد الكنغو الجنوبية، وهو في ذاته عبارة عن شبكة نهرية ضخمة تصرف منحدرات الهضبة الأفريقية في أنجولا الشرقية وجنوب الكنغو، وينبع كساي من شرق أنجولا ويتجه شمالا مكونا حدود أنجولا مع الكنغو، ويلتقي بروافد عديدة تأتيه من شرق أنجولا ووسطها، وعند بورت فرانكي ينحرف كساي إلى الشمال الغربي ليتصل بالكنغو قبل ليوبولد فيل بقليل، وعند بورت فرانكي أيضا يلتقي كساي برافده الهام زانكورو الذي يجمع مجموعة من الروافد تصرف القسم الغربي من كاتنجا.
النيجر
ثالث أنهار أفريقيا من حيث الطول ومساحة الحوض، ويكاد يشابه النيل من حيث أن مساره يخترق عددا من الأقاليم الطبيعية تبدأ من الاستوائي وما دون الاستوائي إلى السفانا وإلى منطقة شبه صحراوية، ولكن مساره يختلف عن النيل في أن منابعه ومصباته تقع داخل إقليم طبيعي واحد؛ لأن النيجر في مساره يرسم قوسا كبيرا يكاد يحيط بغرب أفريقيا ويحددها.
ينبع النيجر من السفوح الشمالية لهضبة فوتا جالون في أقصى الجنوب الغربي من غرب أفريقيا، وبذلك فإن منابعه ليست بعيدة كثيرا عن المحيط، ويتجه إلى الشمال ثم إلى الشمال الشرقي حتى تمبكتو، وفي هذا المسار يلتقي النيجر بروافد المنبع العديدة، من أهمها نياتان وميلو اللذان ينبعان من فوتا جالون ويرفدان النهر الرئيسي في ضفته اليمنى، ولكن أهم روافد العليا وأطولها هو باني الذي يلتقي بالنيجر في دلتاه الداخلية، ولنهر باني روافد كبيرة أهمها نهر باوليه ونهر باجوي اللذان ينبعان من منطقة خط تقسيم ضعيف للمياه بين النيجر وأنهار ساحل العاج (ساساندرا وبانداما) في شمال دولة ساحل العاج. وبعد التقاء باجوي وباوليه يسير النهر باسم «باني» موازيا لمسار النيجر مسافة طويلة تزيد عن 500 كيلومتر، قبل أن ينحرف عند موبتي إلى الشمال، ويتصل بالنيجر في منطقة البحيرات التي تميز الدلتا الداخلية للنهر.
عند تمبكتو ينحرف النيجر إلى الشرق، وقبل «جاو» بقليل ينحرف النهر إلى الجنوب والجنوب الشرقي حتى حدود نيجيريا، فيتجه إلى الجنوب، ثم إلى الشرق، وأخيرا يتصل بأهم روافده قاطبة: نهر البنوي، وتلتحم مياههما متجهة إلى الجنوب لتصب في البحر بدلتا شاسعة عديدة الفروع.
في المنطقة ما بين تمبكتو والحدود النيجرية لا يكاد النهر يلتقي أي رافد؛ لأن هذه المنطقة جافة وشبه جافة ، ولكنه في داخل نيجيريا يلتقي بعدد من الروافد الصغيرة التي تصرف المياه القليلة في هضبة جوس وامتدادتها، ومن أهم هذه الروافد الصغيرة نهر سوكوتو ونهر كادونا.
أما البنوي فينبع من هضاب إقليم أدماوا في شمال الكمرون، ويتجه شمالا، ثم شمالا بغرب، ثم غربا حتى «يولا» بعد الحدود النيجيرية بقليل، ثم يتجه إلى الجنوب الغربي حتى «ماكوردي»، ثم إلى الغرب حتى التقائه بالنيجر عند «لوكوجا». وللبنوي روافد عليا مهمة نذكر منها نهر فارو الذي ينبع من أدماوا أيضا، ويلتقي بالبنوي عند حدود الكمرون ونيجيريا. وهنا نهر آخر غريب الأطوار، هذا هو نهر كيبي الذي ينبع في منطقة أدماوا ويتجه شمالا إلى نهر اللوجوني - أحد روافد نهر شاري - ولكن في موسم سقوط الأمطار تنصرف مياه كثيرة من نهر كيبي إلى البنوي الأعلى، وربما كان ذلك بداية لعملية أسر نهري لصالح البنوي، وإلى جانب الروافد العليا فإن للبنوي روافد أخرى، بعضها تصرف مياه هضبة جوسي «جونجلا-شيمانكار»، وبعضها يصرف المنحدرات الغربية لهضبة بامندا في الكمرون «دونجا-كاتسينا».
والنيجر صالح للملاحة في جزئه الأعلى بين باماكو - عاصمة مالي - وكوروسا داخل غينيا في موسم الفيضان، ولكنه غير صالح للملاحة إلى الشمال من باماكو؛ نتيجة وجود بعض المندفعات المائية لمسافة قصيرة يعود بعدها ملاحي طوال موسم الفيضان حتى أنسونجو - قرب جاو - وبعد ذلك لا يصبح ملاحيا حتى «جبا» في نيجيريا، نتيجة لوجود مندفعات مائية وشلالات في «فافا» و«لا بزنجا» و«بوسا»، وبعد «جبا» يعود النهر ملاحيا إلى المصب، وكذلك البنوى يعد طريقا ملاحيا ممتازا في موسم الفيضان (يوليو-أكتوبر) حتى «يولا» قرب حدود الكمرون.
Bilinmeyen sayfa