وهذه وأمثالها شرائع؛ لأن التشريع لا يخرج عن كونه أمرًا أو نهيًا من الله لعباده، سواء نزل على لسان رسول أو كتب في أسفار وألواح أو غير ذلك.
فإذا أقروا بأنه قد كان شرع لهم. قلنا لهم: ما تقولون في التوراة؟ هل أتت بزيادة على تلك الشرائع أو لا؟
فإذا قالوا: لا، فقد صارت عبثًا؛ إذ لا زيادة فيها على ما تقدم، ولم تغن شيئا. فلا يجوز أن تكون صادرة عن الله. فيلزمكم أن التوراة ليست من عند الله تعالى. وذلك كفر على مذهبكم.
وإن كانت التوراة أتت بزيادة. فهل في تلك الزيادة تحريم ما كان مباحا أو لا؟ فإن أنكروا ذلك بطل قولهم من وجهين:
أحدهما: أن التوراة حرمت الأعمال الصناعية في يوم السبت بعد أن كان مباحا. وهذا بعينه هو النسخ١.
_________
= ٨/ ٧: فإنه لو كان ذلك الأول -أي العهد القديم- بلا عيب لما طُلب موضع لثان.
٨/ ١٣: فإذ قال: جديدا، عتق الأول. وأما ما عتق وشاخ، فهو قريب من الاضمحلال.
وفي العهد الجديد الصادر عام ١٩٨٠م: والله بكلامه على عهد جديد جعل العهد الأول قديما. وكل شيء عتق وشاخ يقترب من الزوال.
١٠/ ٩: ثم قال: هأنذا أجيء لأفعل مشيئتك يا ألله؛ يَنْزِعُ الأول لكي يُثبِّتَ الثاني.
انظر إظهار الحق طبعة قطر ص٣٥ وص٣٠٦، ٣٠٧.
١ كان تعظيم السبت حكما أبديا في الشريعة الموسوية، وما كان لأحد أن =
1 / 25