Arapların En Parlak Devrinde İslam Yönetimi
الإدارة الإسلامية في عز العرب
Türler
104
وأنهم يمدحون من يعطيهم ويهجون من يضن عليهم، وإذ كان رجل جد وتقوى حجبهم فانقشعوا
105
عنهم كلهم، وثبت الفقهاء والزهاد فكان يعطيهم عطاء كثيرا، أما الشعراء: فاكتفوا بالقليل الذي كان يعطيهم من ماله الخاص، وأعطى قوما في حمص نصبوا أنفسهم للفقه وحبسوها في المسجد عن طلب الدنيا مائة دينار لكل رجل منهم، يستعينون بها على ما هم عليه من بيت مال المسلمين. وبحسن سياسته سكنت الخوارج في أيامه فلم يثوروا؛ لأنه ناقشهم فأفحمهم، وأقسموا أن لا يشغبوا ما دام خليفة. وما حدثته نفسه قط بإهراق دماء من خالفوه في مذهبه. وقد كتب إلى عامله على الكوفة أن يستتيب القدرية مما دخلوا فيه، فإن تابوا يخلي سبيلهم وإلا فينفيهم من ديار المسلمين. أراد بذلك حقن دمائهم، وكان غيره من الخلفاء يبادر إلى قتلهم.
وطريقة عمر في إدارة ولاياته طريقة أسلافه في إطلاق الحرية للعامل، لا يشاور الخليفة إلا في أهم المهمات مما يشكل عليه أمره. كتب إلى عامله على اليمن: «أما بعد، فإني أكتب إليك آمرك أن ترد على المسلمين مظالمهم، فتراجعني ولا تعرف مسافة ما بيني وبينك، ولا تعرف أحداث الموت حتى لو كتبت إليك أن اردد على مسلم مظلمة شاة لكتبت: أردها عفراء أو سوداء؟ فانظر أن ترد على المسلمين مظالمهم ولا تراجعني.» وأملى على كاتبه يوما كتابا إلى عامله على الكوفة قال فيه: «إنه يخيل إلي أني لو كتبت إليك أن تعطي رجلا شاة لكتبت إلي: أضأن أم ماعز؟ فإن كتبت بأحدهما كتبت إلي: أصغير أم كبير؟ فإن كتبت إليك كتبت إلي: أذكر أم أنثى؟ فإذا أتاك كتابي هذا في مظلمة فاعمل به ولا تراجعني.» وكتب إلى آخر: «إنك تردد إلي الكتب فنفذ ما أكتب به إليك من الحق، فإنه ليس للموت ميقات نعرفه.»
قال له بعض أصحابه عليك بأهل العذر. قال: من هم؟ قالوا: الذين إن عدلوا فهو ما رجوت منهم، وإن قصروا قال الناس قد اجتهد عمر. وكان ينهى عماله عن المثلة
106
في العقوبة أي جز الرأس واللحية، وينهاهم عن الإسراف حتى في القراطيس التي يكاتبونه فيها. فقد قيل له: ما بال هذه الطوامير التي تكتب بالقلم الجليل وتمد فيها وهي من بيت مال المسلمين. فكتب إلى العمال أن لا يكتبن في طومار ولا يمدن فيه. قالوا: وكانت الطوامير شبرا ونحو ذلك، ومما كتب إلى أحد عماله: «أدق قلمك، وقارب بين سطورك، واجمع حوائجك؛ فإني أكره أن أخرج من أموال المسلمين ما لا ينتفعون به.» وكان عمر من كبار الكتاب والخطباء، وكان إذا خطب على المنبر فخاف فيه العجب قطع، وإذا كتب كتابا فخاف فيه العجب مزقه، ويقول: اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي. ولما بويع بالخلافة دعا إليه كاتبا فأملى عليه كتابا واحدا من فيه إلى يد الكاتب بغير نسخة فأملى أحسن إملاء وأبلغه وأوجزه، ثم أمر بذلك الكتاب فنسخ إلى كل بلد. قالوا: وجعل يكتب بيده إلى العمال في الأمصار.
107
كان عمر يحسن ظنه بعماله، ولا يتخلى عن كشف أحوالهم فقد وفد عليه بلال بن أبي بردة بخناصرة فقال عمر للعلاء
Bilinmeyen sayfa