قال في الأساس: الملجي لهم إلى ذلك وصفهم لصفات الباري تعالى حيث جعلوها أمورا زائدة على الذات بأنها غير، نحو العالمية غير القادرية ومثل نحو العالمية زائدة على الذات مثل القادرية ومنعهم وصفها بأنها قديمة أو محدثة وفروا حين إلزامهم بذلك أن الصفات لا توصف والفرق تحكم ولا مانع من دعوى أن سائر ما توصف به الصفات أحكام مثلها. فإذا عرفت ذلك، فاعلم أنه يجب على المكلف أن يعلم أن الله تعالى قادر وحقيقة القادر هو من يصح منه الفعل مع سلامة الأحوال وهذا قول من يقر بالصانع المختار، والخلاف في ذلك مع الباطنية فإنهم يقولون بأن الله لا يوصف بأنه قادر ولا لا قادر ولاشيء من الصفات أصلا لا إثباتا ولا نفيا إذ لو وصف مثلا بأنه قادر كان تشبيها وإن وصف بأنه غير قادر كان تعطيلا، وقد ألزمت المطرفية بأنه لا يوصف بذلك لأن طريقنا إلى كونه قادرا وجود هذه الحوادث من الأجسام وغيرها منه تعالى، وعندهم أنها لم تحدث من الله بل حدثت بالفطرة والتركيب.
Sayfa 47