المسألة الثانية ((أن الله تعالى قادر))
وهي أول مسائل الصفات ، اعلم أن الصفة والحالة والمزية في الاصطلاح بمعنى واحد ولها معان فتارة يعبر بها عن شيء هو الذات كما يقال قدرة الله، ويعبر بها عن ثبوت الذات على شيء نحو ثبوت الحيوان على حياته، ويعبر بها عن اسم لذات باعتبار تعظيم نحو قولنا أحد نريد به الله تعالى، فإنه عبارة عن ذاته باعتبار كونه المنفرد بما لا يكون من الأوصاف الجليلة إلا له، وباعتبار معنى نحو قولنا قائم ونريد به إنسانا فإناسم له باعتبار معنى هو القيام، وبمعنى الوصف وهو عبارة عن قول الواصف كقولك زيد كريم مثلا علم ذلك بالاستقراء. وقال المهدي عليه السلام: ليست إلا بمعنى الوصف فقط. قلنا: يلزم أن تكون صفاته تعالى نحو كونه قادرا عبارة عن قول الواصف وذلك بين البطلان. وقد فرقت الأمورية بين الصفة والحكم، فقالوا: الصفة لها معنيان أعم وهو المزية التي تعلم الذات عليها وهذا ليشمل الحكم، وأخص وهو المزية التي تعلم الذات عليها من دون اعتبار غير ولا ما يجري مجرى الغير فيخرج الحكم فإنه المزية التي لا تعلم الذات عليها إلا باعتبار غير أو ما يجري مجراه فالحكم المعلوم بين الغيرين المماثلة والمخالفة إذ هما حكمان لا يعلمان إلا باعتبار غير إذ الشيء لا يماثل نفسه ولايخالفه، فلا تعقل مماثلة ولا مخالفة حتى تعلم ذات أخرى، ومثال ما يعلم بين الذات وما يجري مجرى الغير صحة وجود الفعل، فإنه حكم يعلم بين ذات المقدور وبين وجوده بحيث لو لم يخطر بباله ذات المقدور ووجوده لم يعلم صحة وجوده.
Sayfa 46