وفويق الضاحك والناب والرباعية والثنية. فلما اتسعت في الغم وقربت من الحروف أدغمت فيها، فاعرف ذلك إن شاء الله تعالى. حافة اللسان طرفه وجمعها حيف. حدثني بذلك محمد بن أبي هاشم عن ثعلب عن ابن الأعرابي. فإن قيل: لم فتحت النون في قولك من الشيطان وكسرت النون في قولك عن الشيطان؟ فالجواب في ذلك أن النون حركت فيهما لالتقاء الساكنين، غير أنهم اختاروا الفتح في «من» لانكسار الميم، واختاروا الكسر في «عن» لانفتاح العين. فأما قولهم إن الله أمكنني من فلان، فإنهم كسروا النون مع الهمزة لقلة استعمالهم إياه.
والشيطان يكون فعلان من شاط يشيط بقلب ابن آدم وأشاطه أي أهلكه، ومن شاط بقلبه أي مال به، ويكون فيعالا من شطن أي بعد كأنه عن الخير؛ كما أنه سمي إبليس لأنه أبلس من رحمة الله أي يئس، وكان اسمه عزازيل. يقال دار شطون أي بعيدة، ونوى شطون؛ قال الشاعر:
أيما شاطن عصاه عكاه ... في وثاق السجون والأغلال
معنى عكاه شده. يعني بذلك سليمان بن داود ﵇. وكل متمرد من الناس وغيرهم [يقال له] شيطان؛ قال الله ﵎: (وإذا خلوا إلى شياطينهم) أي إلى رؤساء المنافقين والكفار من اليهود. وأما قوله تعالى: (طلعها كأنه رؤوس الشياطين) فقيل الحيات، وقيل الجن. وأما قول شبيب بن البرصاء:
1 / 7