بسم الله الرّحمن الرّحيم
مقدّمة المؤلف
أما بعد حمد الله على آلائه، والصلاة والسلام على محمد المصطفى وآله وصحبه وسلم.
فإن القاضى الجليل- أطال الله بقاءه- وإن كان في الأدب فرد الدهر، وبدر الصّدر، وواسطة العقد- فلابدّ لي- مع مودته التي تتصل مدتها، ولا تنقطع مادتها، وموالاته التي وقفت عليها أخيرًا نفسى، وأسكنتها السوادين: من عيني وقلبي، وأياديه، ومننه التي وسمت عنقي، وملكت رقي- من إقامة رسم خدمته، بتأليف ما أشرف باسمه من كتاب، عهدي بأمثاله يستبدع، ويستحسن، ويعد من أنفس ما تشح عليه الأنفس! وإن كنت في ذلك كمن يهدي إلى الشمس نورًا، أو يزيد في البحر نهرًا، ولكن ما على الناصح إلا جهده.
وقد ثنيت كتاب اللطيف في الطيب الذي كنت خدمت بتأليفه مجلسه- حرسه الله، وآنسه- بكتاب في الكلمات القليلة الألفاظ، الكثيرة المعاني، المستوفية أقسام الحسن والإيجاز الخارجة عن حد الإعجاب إلى الإعجاز..
في النثر المشتمل على سحر البيان! والنظم المحاكى قطع الجمان «١» .
وأخرجته في «عشرة أبواب» .
فالباب الأول: في بعض ما نطق به القرآن الكريم من الكلام الموجز المعجز! (من ص ١٣ إلى ص ١٧) .
1 / 13