فقالت: «ولكن هناك سرا يشترك في كتمانه وإذاعته معا جميع الشعراء وجميع الفنانين وجميع أبطال العالم سواء أكانوا فرسا أو هنودا أو رومان أو ألمان وأكاد لا أدري كيف أصفه: هو فكرة اللانهاية المنبسطة أمامهم ونراها نحن خلال كلامهم وآثارهم. هم يقرءون ما لا نقرأ في كتاب الأبدية ويؤلهون الأشياء التي نزعمها صغيرة زائلة. أما سمعت غوتي ذلك الوثني الصميم منشدا كيف يؤله «السلام العذب النازل من السماء» حيث يقول:
انتشر السلام على الهضاب
وبين رءوس الأشجار الباسقات
لا أثر لهبوب النسيم
وصغار الطير نائمة في الغاب
فانتظر قليلا عما قريب
ترتاح أنت كذلك
عندما نسمع أو نقرأ هذا ألا ترى أشجار الصنوبر ووراءها المسافة الفيحاء انتشرت فيها راحة لا تستطيع الأرض أن تنيلنا إياها؟ فكرة اللانهاية تجدها أبدا في قصائد وردسورث، وذلك السر الكامن وراء الألفاظ والأسجاع والأوزان هو هو الذي يحرك القلب دون غيره. من ذا الذي فهم الجمال الأرضي أكثر من مايكل أنجلو الطلياني؟ ولكنه فهمه لأنه علم أنه انعكاس الجمال السماوي. ألا تذكر موشحه لحبيبته فيتوريا كولونا:
قوة الوجه الجميل تدفعني نحو السماء
ولا أرتاح على الأرض إلى وجه سواه
Bilinmeyen sayfa