298

Hüsn-ü Tanbîh

حسن التنبه لما ورد في التشبه

Araştırmacı

لجنة مختصة من المحققين بإشراف نور الدين طالب

Yayıncı

دار النوادر

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

Yayın Yeri

سوريا

Türler

أتاه في اليوم الثَّالث، فقال له مثل ذلك، قال: "فَإِذا أُعْطِيْتَ الْعافِيَةَ فِيْ الدُّنْيا، وَأُعْطِيْتَها فِيْ الآخِرَةِ فَقَدْ أَفْلَحْتَ" (١).
ثمَّ إنَّ أوصاف المفلحين المندرجة في صفة الإيمان كثيرة جدًّا، وباعتبار تعدد أوصافهم تعددت أصنافهم، وكل صنف فالتشبُّه بهم في الوصف المحمود مندوب إليه، محثوث عليه، وكلُّ هؤلاء الأصناف تجمعهم الطَّاعة، ورأس الطَّاعة التَّوحيد، وقول: (لا إله إلا الله)، بل هي شرط في كلّ طاعة؛ إذ لا طاعة لمن لم يأتِ بها، وهي تدعو إلى كلّ طاعة، وتنهى عن كلِّ معصية، ولذلك أوَّل ما بدأت الأنبياء ﵈ بالدعوة إليها، حتَّى إنَّ رسول الله ﷺ كان يرضى من كلِّ أحد في أوَّل دعوته بأن يقولها.
قال ربيعة بن عبَّاد الدَّيلي (٢) رضي الله تعالى عنه: رأيت النبي ﷺ -يعني: قبل ما أسلم - بسوق ذي المجاز يقول: "يَا أيها النَّاسُ! قُوْلُوْا: لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ تُفْلِحُوْا"، فدخل فجاجها والنَّاس منقضُّون عليه، فما رأيت أحدًا يقول شيئًا، وهو لا يسكت؛ يقول: "يَا أيها النَّاسُ! قُوْلُوْا: لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ تُفْلِحُوْا"، إلا أنَّ وراءه رجلًا أحول، وَضِيء الوجه، ذا غديرتين يقول: إنَّه صابئ كاذب، فقلت: من هذا الذي يكذِّبه؟ قالوا: هذا عمُّه أبو لهب.

(١) رواه الترمذي (٣٥١٢).
(٢) في "أ": " الديلمي "، والمثبت من "المسند" للإمام أحمد (٣/ ٤٩٢).

1 / 187