قال الصاحب محي الدين: قال لي السلطان: الذي أنفقته على تجهيز الخليفة، والملوك المواصلة، ألف ألف دينار وستون ألف دينار. أقول: ما رأيت أعجب من هذا الرأي، وأعجب منه موافقة ذو الرأي والمشور عليه، وقوم قد استولوا على البلاد، بكثرة عددهم، واستعداد عددهم، وقوة جأشهم، وكثرة جيشهم، كيف يسير إليهم هذه الشرذمة القليلة، المتحقق أنها لا تفي بألف منهم! وإنما هي أموال ضيعت، وأرواح للحياة ودعت، ولو توجه العسكر المصري بكماله، والشامي بعربه ورجاله، لكان فيه أعظم تغرير، وإنما هي المقادير والسلام.
Sayfa 96