33

وذكر المؤرخون : أنه لما وصل الحسين (عليه السلام) بركبه ذات عرق لقيه بشر بن غالب واردا من العراق ، فسأله عن أهلها ، فقال : خلفت القلوب معك ، والسيوف مع بني امية. فقال الحسين (عليه السلام): «صدق أخو بني أسد. إن الله يفعل ما يشاء ، ويحكم ما يريد». وما زال (عليه السلام) يواصل سيره حتى أتى (غمرة).

وغمرة مر بها ومسلح

ثم أفيعية فيها ما ونى

(غمرة): بفتح أوله وسكون ثانيه ، وهو منهل من مناهل الطريق ، ومنزل من منازلها ، وهو فصل بين تهامة ونجد. وكان به يوم من أيامهم ، وهي التي عناها الحارث بن ظالم المري بقوله :

وإني يوم غمرة غير فخر

تركت النهب والأسرى الرغابا

وهناك موضع يقال له : (غمرة) في الجهة الشرقية من نجد ، وهي التي عناها الشمردل بن شريك بقوله :

سقى جدثا أعراق غمرة دونه

ببيشة ديمات الربيع هواطله

وهي التي عناها عمرو بن قيس المرادي بقوله :

الأ يا بيت بالعلياء بيت

ولولا حب أهلك ما أتيت

إلى قوله :

وحي نازلين وهم جميع

حذار الشر يوما قد دهيت

وهناك موضع رابع يقال له : (غمرة) في جهة خيبر على مسافة يوم أو أكثر شمالا ، وتسمى (عقيلة غمرة).

وذكر في المخطوط أن وجرة بإزاء غمرة. قال الأعشى :

ظبية من ظباء وجرة أدما

ء تسف الكباث تحت الهدال

Sayfa 33