وللأبيوردي (1) يذكر نعمان بنجدياته ، قوله :
نزلنا بنعمان الأراك وللندى
سقيط به ابتلت علينا المطارف
وذكر البكري (2) التنعيم على لفظ المصدر ؛ من نعمته تنعيما ، وهو بين مر وسرف ، بينه وبين مكة فرسخان ، ومن التنعيم يحرم من أراد العمرة. وهو الذي أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) عبد الرحمن بن أبي بكر (رض) أن يعمر منه عائشة. وإنما سمي التنعيم ؛ لأن الجبل الذي عن يمينه يقال له : ناعم ، والوادي نعمان. وروى يوسف بن ماهك عن حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر ، عن أبيها : أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال له : «يا عبد الرحمن ، أردف اختك عائشة فاعمرها من التنعيم ، فإذا هبطت بها من الأكمة فلتحرم ؛ فإنها عمرة متقبلة». وفي مراصد الاطلاع (3)، قلت : لا خلاف بين الناس أنه على ثلاثة أميال من مكة. وفي التنعيم قتل زيد بن الدثنة ، وصلب خبيب بعد واقعة يوم الرجيع في غزاة هذيل ، وكان قد بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) سرية إلى غزو هذيل. قال ابن هشام (4): وأما زيد بن الدثنة فابتاعه صفوان بن امية ليقتله بأبيه امية بن خلف ، وبعث به صفوان بن امية مع مولى له (نسطاس) إلى التنعيم ، وأخرجوه من الحرم ليقتلوه. واجتمع رهط من قريش منهم أبو سفيان بن حرب ، فقال له أبو سفيان حين قدم ليقتل : أنشدك
Sayfa 23