130

(كربلاء): بالمد ، موضع في طرق البرية عند الكوفة. فأما اشتقاقها فمن كربلة ، والكربلة : رخاوة القدمين ، يقال : جاء يمشي مكربلا ، فيجوز أن تكون أرض هذا الموضع رخوة فسميت بذلك. والكربل : اسم نبت (الحماض)، فيجوز أن يكون هذا الصنف من النبت يكثر هناك. وتقع كربلاء على خط الطول 43 درجة و55 دقيقة شرقي (غرنج)، وعلى خط العرض 34 درجة و45 دقيقة تقريبا شمال خط الاستواء ، وفي المنطقة المعتدلة الشمالية. ذكر المؤرخون أن كربلاء كانت في عهد البابليين معبدا لسكان بلدتي نينوى وعقر بابل الكلدانيتين الواقعتين بالقرب منها ، والاسم محرف من كلمتي (كرب) بمعنى مصلى ، أو معبد ، أو حرم ، و (أبلا) بمعنى إله باللغة الآرامية ، أي حرم الإله (1). ولما فتح الساسانيون العراق على عهد (شابور ذي الأكتاف) قسموا العراق إلى إستانات (2)، وكل إستانة إلى (طسج) (3)، وهذه الطساسيج إلى رساتيق (4)، فأصبحت الأراضي الواقعة بين (عين التمر) (5) والفرات طسجا من طساسيج الإستانة ، وسميت (بهفباد الأوسط). وكانت تتألف من ستة طساسيج : طسج بابل ، طسج خطرنية ، طسج فلوجة الفلى ، طسج فلوجة العليا ، عين التمر ، طسج النهرين. وفي طسج النهرين يقول دعبل بن علي الخزاعي (6) في قصيدته التائية :

Sayfa 130