لا تغلواها وادلواها دلوا ... إن مع اليوم أخاه غدوا
وروى أبو سعيد السيرافي النحوي في كتاب أخبار النحويين البصريين: أن جارية غنت في مجلس الواثق، ومعه أبو محمد التوزي، قول الشاعر:
أظلوم إن مصابكم رجلًا ... أهدى السلام تحية ظلم
فقال أبو محمد: لحنت، وإنما هو: مصابكم رجل، بالرفع. فأبت ذلك وقالت: يا أمير المؤمنين، سمعته ممن هو أعلم بهذا منه. قال: وممن سمعته؟ قالت: من أبي عثمان المازني بالبصرة. فأمر الواثق بإشخاصه. فلما وصل سلم على أمير المؤمنين. ثم قال له الواثق بعد رد السلام: بسمك؟ قال أبو عثمان: قلت: بكر. وإنما أراد أن يعلمني أن العرب تبدل الباء من الميم في مثل هذا. ثم قال: ممن أنت؟ فقلت: من بني مازن. فقال: أمن مازن تميم أم من مازن شيبان؟ فقلت: من مازن شيبان. ثم قال. ألك ولد؟ فقلت: لا يا أمير المؤمنين، ولكن لي أخت تقوم مقام الولد، رأفة ورحمة لها. قال: فما قالت لك حين هممت بالشخوص؟ قلت: قالت لي: نحن بعدك كما قال الأعشى:
ترانا إذا اضمرتك البلا ... د نجفي وتقطع منا الرحيم
أبانا فلا رمت من عندنا ... فإنا بخير إذا لم ترم
1 / 45