الشمس منزلة من هذه المنازل سترته، لأنها تستر ثلاثين درجة، خمس عشرة درجة خلفها، وخمس عشرة درجة أمامها، فإذا انتقلت عنه ظهر. فإذا اتفق أن يطلع منزل من هذه المنازل، مع الغداة ويعرف رقيبه فذلك النوء، وهو مأخوذ من: ناء ينوء، إذا نهص متثاقلًا. والعرب تجعل النوء للغارب، لأنه ينهض للغروب متثاقلًا، وعلى ذلك أكثر أشعارها. وبعض العرب يجعله للطالع، وهذا هو مذهب المنجمين، لأن الطالع له التأثير والقوة، والغارب لا قوة له. هذه المنازل كلها تقطع من المشرق إلى المغرب في كل يوم وليلة مرة، وهو دور الفلك، ولكن التوء لا ينسب إلا إلى المنزل الذي يظهر من تحت الشعاع، ويتفق طلوعه مع الغداة كما ذكرت لك. ولا يتفق ذلك لكل واحد منهما إلا مرة في السنة.
وأجزاء السنة الأربعة التي أراد الزجاج: ربيع وصيف وخريف وشتاء. فالربيع له سبع منازل، أولها طلوع مؤخر الدلو بالغداة وآخرها طلوع الهقعة. والصيف له سبع منازل، أولها الهنعة وآخرها الصرفة. والخريف له سبع منازل، أولها العواء وآخرها الشولة. والشتاء له سبع منازل، أولها النعائم وآخرها مقدم الدول. وهذا رأي المنجمين. وبعض العرب تجعل الربيع لسقوط سبع منازل، في أولها العواء، ثم على هذا الترتيب والمنزلة ثلاثة عشر درجة وثلث درجة. والبرج ثلاثون درجة.
1 / 32