(أولئك الذين أبسلوا بما كسبوا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون) الأنعام 70
أسمعتم ، أقرأتم الختام في الآية (بما كانوا يكفرون) لقد سمى من ركن إلى الدنيا ، وغرتهم زينتها ، ومن اتخذوا الدين لعبا ولهوا ، قد سماهم كافرين ،
وهم حقا كافرون ، لأنهم نسوا الله رب العالمين ، واعتمدوا على الأوهام والظنون ، وحسبوا أن المال يدفع وينفع في الدنيا ويوم الدين ، وأن الوساطات تقبل ، عند أحكم الحاكمين ،
كلا كلا هو الولي القريب ، والشفيع المجيب ، والنافع الرقيب ، والدافع الحسيب ، فله وحده يجب أن نستجيب ،
وإليه وحده فليتوجه كل قلب منيب ، وإلى لقائه فليستبق بالعمل الصالح ، كل عبد صالح ، يحب لقاء ربه الحبيب ولهذا جاءت الآيات التالية ، تؤكد هذا التوجه الحق
(قل أندعو من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران له أصحاب يدعونه إلى الهدى ائتنا
قل إن هدى الله هو الهدى وأمرنا لنسلم لرب العالمين ?71? وأن أقيموا الصلاة واتقوه وهو الذي إليه تحشرون ?72?) الأنعام 71/72
إن أول الآيتين يدعم آخرهما ، فالله هو النافع والضار ، ولا يدعى سواه ثم هو وحده ، الذي إليه يحشر الناس ،
فإن وجود الضمير (هو ) وتقديم الجار والمجرور (إليه ) يؤكد بأن الحشر إليه وحده ويحصره عليه ، وليس هذا فقط ،
بل أن الآية التالية (73) تدعم هذا الحصر ، وتعمقه في أسلوب جميل قوي ، وتعممه على كل شيء
Bilinmeyen sayfa