بل التقوى هو الباب ، لعطاء الوهاب ، والتقوى هي المعراج ، إلى الفوز بالجنة المعدة للمتقين ، وبرضوان من الله رب العالمين ، وذلك هو الفوز العظيم.
فهل اتضح لكم الآن ، أن الشفاعة حتى للمؤمنين غير ممكنه ، بل أن التقوى والعمل الصالح هي مفتاح الجنة ، فاعتمدوا على العمل ، ودعوا الأوهام والكسل ، وتخلوا عن الأماني والأمل
فيما لا يرضاه الله ، ولا به يقبل ، فإن القياس عنده هو العمل ، وهو السلم ، إلى الفوز بكل أمل.
ثم تعالوا إلى آية أخرى ، تخرس الأوهام تزفها إلينا سورة الأنعام ، وهي آية فيها يتوجه الخطاب المبين فيها مرة أخرى ، إلى رسول الله الأمين ، فيقول له الله رب العالمين
(وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا وغرتهم الحياة الدنيا)
أي ذر هؤلاء ولا تخاطبهم ، فهم لا يسمعون ولا يعون ، لأن الدنيا غرتهم وأعمتهم وأصمتهم ، فالإنذار وعدمه سواء عليهم ، ذر هؤلاء وتوجه بالقرآن ، وأنذر به وذكر سواهم
(وذكر به أن تبسل نفس بما كسبت ليس لها من دون الله ولي ولا شفيع وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها)
هكذا هو الأمر إذا ، وهكذا هو الواقع لا ولي ولا شفيع إلى الله ، بل ولا ينفع عنده مال ولا يجدي ، وإن تعدل بكل عدل لا يقبل ، ولا يؤخذ ، ولا لصاحبه يفدى ،
فليحذر كل متذكر لأولى الألباب ، ويعمل عملا يقبل عند الله ، وينجيه من سوء الحساب ويدفع عن صاحبه العذاب ،
إن الغافل هو الذي كان ممن اتخذوا دينهم لهوا ولعبا ، وغرتهم الحياة الدنيا ، وركنوا على الشفعاء
Bilinmeyen sayfa