التي هي في بيتها ). وطلبت مه ان ينال منها بطرق المسالمة والمساومة ، وبدون اي تهديد ، وابدت محبتها القصوى له بمنتهى اللين ، ولكنها فشلت ولم توفق للنيل منه.
ساعة الصفر :
واخيرا حانت ساعة الصفر وفكرت في ان تخلو به وتوفر له جميع ما يثير غريزته ، ولبست من الثياب الفضفاضة ، وعطرت نفسها بعطور عبقة شذية ، وتجميلات مرغبة ، حتى تستولي على يوسف وتاسره.
( وغلقت الابواب وقالت هيت لك ).
نعم بعد ان هيئت نفسها على احسن ما يرام وغلقت جميع الابواب واحكمتها لئلا يجد اي طريق للفرار ، وتقدمت نحوه وقالت : ( هيت لك ) وقال لها : ( معاذ الله انه ربي احسن مثواي انه لا يفلح الظالمون ).
وفي هذا الحال ، وحين رأى يوسف ان هذه تجره نحو الاثم ، ولم يرى طريقا للخلاص منها ، توجه اليها وقال بهذا الكلام « معاذ الله ».
وبهذا الكلام رفض يوسف طلب امرأة العزيز غير المشروع ... واعلمها انه لن يستسلم لارادتها ....
وافهمنا ضمنا ، كما افهم غيرها ، ان مثل هذه الظروف الصعبة لا يمكن النجاة من وساوس الشيطان واغراءاته ، الا بالالتجاء الى الله والتمسك بالعروة الوثقى ، الله الذي يعلم الجهر وما اخفى ، والمطلع والمهيمن على كل شيء ، وحاضر في كل مكان في السر والعلانية.
Sayfa 144