واحدا من المراكز المهمة السياسية في مصر ، ومن جهة اخرى كان يرى قصور الطغاة المدهشة وثرواتهم ، ومن جهة اخرى كانت تتجسد في ذهنه صورة اسواق النخاسين وبيع المماليك والعبيد ، وكان يفكر في كيفية القضاء على هذه الظواهر ونجاة الناس من المستضعفين منهم.
نعم لقد تعلم الكثير في فترة بقائه في هذا المحيط المفعم بالضوضاء ، وكان في نفس الوقت مشغولا بتهذيب نفسه وبنائها ، وبقي كذلك في بيت العزيز حتى بلغ اشده وآتاه الله علما وحكما بعدما وصل الى مرحلة البلوغ الجسمي والروحي.
عشق العزيزة :
لم ياسر جمال يوسف الملكوتي عزيز مصر فحسب ، بل اسر حتى قلب امرأة العزيز واصبح بسرعة مسخرا لجماله !
وامتدت مخالب العشق الى اعماق قلبها ، وبمرور الزمن وكلما ترعرع يوسف وكبر يزداد جمالا ورشاقة ، وفي المقابل تزداد امرأة العزيز عشقا ومحبة واشتعالا يوما بعد يوم.
لكن يوسف هذا الطاهر التقي ، لم يفكر سوى بالله ، ولم يتعلق قلبه بغير عشق الله سبحانه ، ولم تتمكن امرأة العزيز من الوصول الى قلبه والى هدفها مع اتباع كل الوسائل المغرية والاساليب الجذابة ، ولكنها فشلت ولم تتمكن من اغوائه واغرائه ، وبقيت هكذا الى ان نفذ صبرها وانتظارها بحيث اخبرت يوسف اخيرا عما في قلبها وراودته عن نفسه.
واتبعت جميع الاساليب والطرق للوصول الى هدفها ، وسعت لكي تلقي في قلبه اثرا من هواها وترغيبها وطلبها ، كما ذكر لنا القرآن الكريم ( وراودته
Sayfa 143