فقال بصدق: أصبحت أومن بأن الإنسان يستطيع أن يعيش في الجحيم نفسها، وأن يألفها في النهاية.
ثم نظر إليها باهتمام وقال: ولا يمنعه ذلك من التطلع إلى النعيم والسعادة.
فابتسمت، وتورد وجهها القمحي، وتبدت سعيدة، فقال لنفسه: إنها ليست طفلة ولا ممثلة، ولكنها قوية الشخصية والأخلاق. وسألته: ترى هل تقوم الحرب من جديد؟
فقال وكأنه لم يسمع سؤالها: علمت أنك غير مخطوبة! - إذن، فأنت تجري عني تحريات! - لنا صديق مشترك؛ عليات. - ولم تشغل بالك بما لا يهمك؟ - وهنأتني على إعجابي بك. - حقا؟
فقال بلهجة ذات مغزى: وتمنت لي السعادة والتوفيق!
ومرت فترة صمت مفعمة بالرضا. واعتقد أنه اجتاز خطا هاما، وأنه اجتازه بنجاح، وأنه لم يضع دقيقة من وقته الغالي سدى. وقررت هي التهرب من نظراته، فسألته: لم تجبني على سؤالي؛ هل تقوم الحرب من جديد؟
فقال وهو نشوان بعواطفه: تحدثت عن أشياء يقينية مثل إعجابي بك. - ولكنك لا تعرف عني شيئا. - القلب يعرف أكثر مما يتصور العقل.
فغمغمت، ولكنه لم يسمع، فسألها: ماذا تقولين؟ أنت لم تتكلمي بعد!
فقالت ببساطة وصراحة وبنبرة غير ملعثمة: أنا سعيدة!
فتجلت في عينيه نظرة ممتنة، وتناول يدها بين يديه بحرارة وقال: في المرة القادمة سنخطو خطوة حاسمة، وحتى يجيء ذلك الوقت، سأحيا حياة غنية وجديدة رغم كل شيء. - حفظك الله من كل شيء!
Bilinmeyen sayfa