Arap Halk Hikayeleri
الحكايات الشعبية العربية
Türler
الفصل السادس
حكايات الحيوان الطوطمية العربية
وفي حالة تعرضنا لحكايات الحيوان والطيور، التي يرى البعض أنها أكثر قدما من الأساطير، وأنها ترجع إلى مراحل التوحش والبربرية والطوطمية، فهي حكايات أقرب إلى التعليمية أو الشرح والتفسير، كما أنها حكايات ملخصة، غاية في الدقة من حيث التصميم والتلخيص، ولها مغزاها وحكمتها ودقة ملاحظتها بالنسبة للطبيعة وغموضها، وكذلك بالنسبة لحكمة الإنسان البدائي وفلسفته، بإزاء قدرات الحيوانات والطيور والزواحف والهوام والنباتات التي حرم منها الإنسان بعجزه على الطيران، والغوص في الماء، وقوى الحيوانات الوحشية والبهيمية وهكذا.
ويحتفي دارسو الفولكلور بحكايات الحيوانات والطيور والنباتات والزواحف احتفاء خاصا، هذا على الرغم من إيجازها الشديد، بل وواقعيتها الشارحة المحددة، وهناك من يرى أن حكايات الحيوان هي بداية الأساطير، وأنها أكثر قدما وبدائية منها؛ إذ إنها كانت وعاء لشرح وتقديم الأفكار والمعتقدات؛ أي إن أكثر هذه المعتقدات كان يتجسد في شكل حيوانات وطيور، فالإله زيوس كان نسرا، والإلهة أثينا كانت بومة، وهيرا كانت بقرة، والإله النوردي ثور كان طائر جنة صغيرا، والإله تير كان ذئبا، مثله في هذا مثل الإله الروماني مارس، وضريبه السليني ديباتر.
كما أن هناك شبه إجماع من جانب دارسي الفولكلور على أن قصص الحيوان الشارحة هي المصدر الأم أو الأصل التي منها انحدرت الخرافات.
وقصص الحيوان الشارحة هي تلك القصص التي فسر بمقتضاها الأقدمون الفرق بين حيوان وآخر، بين طبيعة ولون وخصائص الذئب عن الحمل، ولون الحمامة الأبيض المخالف للون الغراب الأسود، وكذلك التفسيرات الغيبية التي فسر بها البدائيون السبب أو السر في بريق عيون القطط في الظلام، واستطالة أذني الأرنب والحمار، واختفاء الخفافيش عن العيون نهارا هربا من الدائنين، وغوص الطائر البحري إلى أعماق الماء بحثا عن الأشياء الغارقة من حطام سفن وغيرها.
وفي واحدة من الحكايات السودانية - التي موطنها النيل الأبيض - تكشف لنا الحكاية كيف أن الدنكا لا يضربون الكلاب؛ اعتقادا منهم في أن الكلب هو أول من جاء بالنار لقبيلة الدنكا، فلقد «عاش الدنكا حقبة طويلة لا يعرفون النار، وكان الرجل منهم إذا صاد سمكة قطعها قطعا ووضعها في ماعون وتركه تحت وهج الشمس».
وفي حكاية شارحة أخرى - من الشاوك - عن البقرة والكلب، موجزها أن البقرة خلقت في السماء، ووقعت على الأرض فتكسرت أسنانها، ولما رآها الكلب أغرق في الضحك حتى انفتق شدقاه وبلغا أذنيه، وظل على هذا الحال حتى اليوم.
فما من حيوان أو طائر أو نبات لم تصاحبه مجموعة حكايات تحدد أوصافه وأخص معالمه وتحيطه بتفسير عصور ما قبل العلم، كما هو واضح في هذه المجموعة من الحكايات العربية السامية بخاصة.
ذلك أن للعرب الساميين باعا ملحوظا في أنهم موطن ومصدر هذه الحكايات الحيوانية الطوطمية قبل الهنود الآريين والإغريق الهلينيين.
Bilinmeyen sayfa