Arap Halk Hikayeleri
الحكايات الشعبية العربية
Türler
ولعله من هذا المسلك تفشت وأفرخت أوبئة الأمية والانفجارات السكانية والأبنية السلوكية والخلقية، خاصة على المستوى السياسي.
ومن هنا يمكن التوصل إلى ما أصبح يطل من شعارات نقطة بدئها تجيء كالآتي: «من التراث إلى الثورة»،
4
دون إدراك لثقل وجسامة هذه الموروثات الموغلة في غيبيتها، وفي بسط الرزق وكذا الحظوظ لمن تشاء دون حساب.
والسؤال هنا: أي تراث وأية ثورة؟
ذلك أن المعضلة الحضارية أكثر وعورة مما يتصور الكثيرون من الثوريين حسني النية والمقصد.
فلقد تسللت مثل هذه الأفكار - التي لا قوام مادي أو عقلي لها - داخلة في مجمل حياتنا، بدءا باللغة وتعاويذها وبنائية اللسان العربي، وكذا بقية المعاملات والممارسات من تجارية لا نهائية.
ولعلنا لا نبعد كثيرا إذا ما ربطنا بين البركة وبين بنية العقل الفاشي في مجمله، المعادي في كل حالاته للالتزام بخطة وبرنامج عمل؛ لذا فهو منتكس في معظم أحواله بإزاء حتميات المستقبل.
فكما نرى فالعقل العربي محبط على الدوام بالآنية وما تقتضيه وتستلزمه من تكنيك موصل في أحسن حالاته إلى باب المصيدة اليومية، دون دراية كافية بالانفتاح الاستراتيجي المستقبلي بالضرورة، ففي لجوء العقل العربي إلى التجريد المطلق تأكيد لمكوناته ومنطلقاته الغيبية الأسطورية.
ومن هنا جعل من البركة إلها يزور أبطال الحكايات الخرافية في منازلهم وحوانيتهم وحقولهم، في تناظر مع بقية توابعه من آلهة للرزق، وأخرى للسعد والبخت، ورابعة للعقل والحكمة، والأمر لا يبعد كثيرا بنا اليوم عن تراث العرب - البائدة والمندثرة - الجاهليين.
Bilinmeyen sayfa