لم تخط في أمري الصواب موفقا
هذا جزاء الشاعر الكذاب!
ولكنه بعد أن يقرأ الأبيات يمزق الورقة ويصيح: هذا لن يكون، يجب أن أحتال لاتقاء شره، ويجب أن أستعطفه وأستنجد بعفوه، ويجب أن أعتذر له بشعر ينسي الناس قصائد النابغة في الاعتذار للنعمان بن المنذر. لن أيأس مادام في العمر فسحة، ولن أقنط من روح الله، ولن أدع وسيلة للخروج من هذا المأزق إلا سلكتها. إن أمامي حياة وآمالا ومطامح، وإن البطل إذا عثر انتعش، وإذا سقط وثب، ورب ضارة نافعة، ورب نقمة من ورائها نعمة!
هكذا كانت نفس أبي الوليد، وهكذا كان تشبثه بالحياة وتعلقه بالآمال، فأخذ يبعث في كل يوم إلى ابن جهور بقصائد في الرجاء والاعتذار من عيون الشعر. بعث له مرة بقصيدة منها:
إيه أبا الحزم اهتبل منة
ألسنة الشكر عليها فصاح
لا طار بي حظ إلى غاية
إن لم أكن منك مريش الجناح
لم يثنني عن أمل ما جرى
قد يرقع الخرق وتؤسى الجراح!
Bilinmeyen sayfa