318

Tartib Şerhi

حاشية الترتيب لأبي ستة

ويحتمل علة ثالثة وهي التشبه بالمشركين، قال ابن دقيق العيد: وهذا قد يرجع إلى الأول لأنه من شيمة المشركين، وقد يكون المعنيان معتبرين، إلا أن المعنى الثاني لا يقتضي التحريم لأن الشافعي قال: لا أكره لباس اللؤلؤ إلا للأدب فإنه زي النساء، واستشكل بثبوت اللعن للمتشبهين من الرجال بالنساء، فإنه يقتضي منع ما كان مخصوصا بالنساء في جنسه وهيئته. وذكر علة أخرى وهي السرف، إلخ.

قوله: »إزرة المؤمن«، بكسر الهمزة وسكون الزاي اسم للهيئة من الاتزار، قال في المواهب: والإزرة بالكسر الحالة وهيئة الاتزار مثل الركبة والجلسة، ثم الظاهر من كلام الصحاح أولا أن الإزار ما يشد على الحقوين حيث قال: "الأزر القوة، وقوله تعالى: {اشدد به أزري}[طه:31] أي ظهري، ومواضع الإزار من الحقوين إلخ، وظاهر كلامه في مكان آخر يستفاد منه أنه مثل اللحاف وزنا ومعنى حيث قال: والمئزر الإزار كقولهم ملحف ولحاف ومقرم ومقرام إلخ، وقال في محل آخر: التحفت بالثوب تغطيت به، واللحاف اسم ما يلتحف به، وكل شيء تغطيت به فقد التحفت به إلخ، والحاصل أن الإزار لا بد أن يكون ساترا للعورة والظهر والصدر كما نص عليه في الإيضاح، والله أعلم.

<1/327>قوله: »إلى أنصاف ساقيه«. إنما جمع المضاف لأن المضاف إلى المثنى يجوز فيه ثلاثة أوجه الجمع والإفراد والتثنية، تقول أكلت رؤوس الكبشين ورأس الكبشين ورأسي الكبشين.

قوله: »وما أسفل من ذلك ففي النار«. قال في المواهب قال الخطابي: يريد أن الموضع الذي يناله الإزار من أسفل الكعبين في النار، فكني بالثوب عن بدن لابسه، ومعناه أن الذي دون الكعبين من القدم يعذب بالنار عقوبة، وحاصله أنه من باب تسمية الشيء باسم ما جاوره أو حل فيه وتكون (من) بيانية إلخ.

Sayfa 319