============================================================
والمقدر: كالذي في آخر: (الفتى)؛ في قولك: (جاء الفتى) و: (رأيت الفتى) و: (مررت بالفتى)؛ فإنك تقدر الضمة في الأول، والفتحة في الثاني، والكسرة في الثالث؛ لتعذر الحركة فيها، وذلك المقدر هو الإعراب.
والإعراب جنس تحته أربعة أنواع: الرفع،000.
والقول(1) بأنه يلزم إضافة الشيء إلى نفسه في مثل حركات الإعراب مدفوع بأن ذلك من إضافة العام إلى الخاص كثوب خز وباب ساج ولا محذور فيه. ومن قال: إنه معنوي عرفه بأنه تغيير أواخر الكلم لاختلاف العوامل الداخلة لفظا وتقديرا وفيه (2) أن التغيير فعل الفاعل والإعراب وصف الكلمة فلا يصح الحمل، وأيضا الدخول لا يصدق على العامل المعنوي كالتجرد، وأيضا قولهم لفظا أو تقديرا لا يصح أن يكون تفصيلا للتغيير؛ لأنه لا يلفظ به ولا يقدر ولا للعامل؛ لأنه لا يشمل المعنوي كالابتداء، وأيضا يلزم الدور؛ لأنهم أخذوا العامل في تعريف الإعراب وقد أخذوا الإعراب في تعريفه كما سلف آنفا.
وربما يجاب أما عن الأول فبأنه أطلق (3) المصدر وأراد الأثر الحاصل به وهو التغيير و هو وصف الكلمة، وأما عن الثاني فبأن المراد بالدخول الطلب ومثل التجرد طالب. وأما عن الثالث فبأنه تفصيل للتغيير باعتبار ما يدل عليه، وأما عن الرابع فبأن هذا التعريف لفظي لمن يعرف هذا المعنى ويجهل تسميته إعرابا، وبقي ههنا أسئلة وأجوبة لا يسعها المقام فلتطلب من زبد العلماء الأعلام. (قوله الرفع) أي: بحركة أو حرف وهكذا في البواقي وهو بدل من أربعة بدل مفصل من مجمل وقدمه لعدم استغناء الكلام بالنسبة إلى النصب والجر عنه. لا يقال الرفع وما عطف عليه تقدم أنها أنواع البناء وهو ضد الإعراب وهو غاية التخالف بين الطرفين بحيث يستحيل اجتماعهما على ذات والعلامة لازمة للمعلم بحيث يلزم من وجودها وجوده، فيلزم من جعل آنواع البناء علامات أنواع (1) وكذا القول بأن الحركة تزول في الوقف مدفوع بتقديرها . منه.
(2) أي هذا التعريف . منه.
(3) اي: من عرف. منه.
(27) 97
Sayfa 97