============================================================
و(ليت) للتمني؛ وهو : طلب ما لا طمع فيه؛ كقول الشيخ: ليت الشباب يغوذ يوما أوما فيه غشر؛.
وفتحت أن وصارا كلمة واحدة ولذا لا تتعلق الكاف بشيء على الأصح. لا يقال الذي يفهم من كأن على القول بالتركيب التأكيد المشبه لا التشبيه المؤكد؛ لأن الكاف تفيد تشبيه ما دخلت عليه، وقد دخلت على التأكيد المستفاد من إن؛ لأنا نقول قد أدعي أن أصل كأن زيدا أسد إن زيدا كالأسد وهذا التشبيه مؤكد ثم فعل ما ذكر للإيذان بالتشبيه من أول الأمر (قوله والظن) أي: فيما إذا كان خبرها فعلا أو ظرفا أو صفة من صفات أسمائها قاله ابن السيد. وقال الزجاج إنها للشك ويعبر عنه بالظن إن كان الخبر مشتقا نحو كأنك قائم لأن الخبر هو الاسم والشيء لا يشبه بنفسه. ودفع بأن المعنى كأنك شخص قائم حتى يتغاير الاسم والخبر حقيقة فيصح التشبيه. وقيل (1) غير ذلك. وهل تأتي للتقريب أيضا نحو كأنك بالدنيا لم تكن. وللنفي نحو كأنك دال عليها أي: ما أنت دال عليها. وللتحقيق نحو قوله: يرثي هشاما: اصح بطن مكة مقشعراآن الأرض ليس بها هشام أو لا تأتي لذلك فيه خلاف فذهب إلى الإتيان في الأول ابن أبي الحسين، وفي الثاني الفارسي، وفي الثالث الكوفيون، والجمهور على عدمه فيها فارجع إلى المطولات (قوله وليت) يقال فيها لت أيضا بإبدال الياء المثناة تحت تاء بالمثناة فوق والادغام للتمني أي : لانشائه لا الإخبار به وكذا الباقي (قوله طلب ما لا طمع فيه) قيل: التحقيق أن التمني اسم لحالة نفسانية يتبعها الطلب المذكور والمراد به ميل النفس إلى الحصول وإن لم يمكن، وقريب من هذا يقال في الترجي (قوله كقول الشيخ إلخ) فإن عود الشباب مما لا طمع فيه فإنه محال عادة إن فسر الشباب بالقوة والنشاط الحاصلين قبل الشيوخة، وعقلا إن فسر بالسن الذي لم يتجاوز ثلاثين؛ لأن عوده مستلزم للجمع بين النقيضين (قوله أو ما فيه عسر) (1) وهو أن التشبيه باعتبارين تدبر. منه.
283)
Sayfa 283