قال العلامة السيد الأمين في ترجمة العلامة الحلي (رحمهما الله):
هاجر إليه الشهيد الأول من جبل عامل ليقرأ عليه فوجده قد توفي، فقرأ على ولده تيمنا وتبركا لا حاجة وتعلما، ولذلك قال ولده: «استفدت منه أكثر مما استفاد مني» (1).
أقول: سبق في الفصل الأول من الباب الأول أن الجملة الأولى في هذا الكلام سهو بلا ريب. والظاهر أن قوله: «فقرأ على ولده تيمنا وتبركا.»
أيضا كذلك، فإني لم أقف عليها في المصادر القديمة والمعتبرة، والدليل على خلافه كلمات الشهيد بشأن فخر الدين في آثاره، وما ورد في المصادر المعتبرة، بل هو «أجل مشايخه وأعظم أساتيده»، كما صرح به المحدث النوري (2).
وبالجملة فلا ريب في ضعف هذا الكلام بل عدم صحته.
وعلى أية حال كان فخر الدين من كبار العلماء والمحققين العظام، وقال شيخنا الأنصاري أعلى الله مقامه في وصفه بمناسبة ما: «لا يخفى أن الفخر أعرف بنص الأصحاب من المحقق الثاني»- (3).
2- أبو عبد الله السيد عميد الدين عبد المطلب بن الأعرج الحسيني، ابن أخت العلامة الحلي والمجاز منه. ولد ليلة النصف من شعبان عام 681 (4)، وتوفي ببغداد عاشر شعبان عام 754، ودفن بالنجف الأشرف (5). أجاز الشهيد عامي 751 (6) و752 بعد ما قرأ عليه الشهيد الجزء الأول من تذكرة الفقهاء (7).
Sayfa 213