Baydavi Tefsiri Üzerine Haşiye
حاشية محيي الدين زاده على تفسير القاضي البيضاوي
Türler
واهتزازهم لما يلمع لهم من رشد يدركونه أو رفد يطمح إليه أبصارهم بمشيهم في مطرح ضوء البرق كلما أضاء لهم وتحيرهم وتوقفهم في الأمر حين تعرض لهم شبهة أو تعن لهم مصيبة بتوقفهم إذا أظلم عليهم، ونبه بقوله تعالى: ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم على أنه تعالى جعل لهم السمع والإبصار ليتوسلوا بها إلى الهدى والفلاح، ثم إنهم صرفوها إلى الحظوظ العاجلة وسدوها عن الفوائد الآجلة ولو شاء الله لجعلهم بالحالة التي يجعلونها فإنه على ما يشاء قدير.
يا أيها الناس اعبدوا ربكم لما عدد فرق المكلفين وذكر خواصهم ومصارف عدم خلاصهم من الصواعق هو معنى قوله تعالى: والله محيط بالكافرين والاهتزاز حركة النشاط، والرشد خلاف الغي، والغي الضلال والخيبة، والمراد ههنا هو خلاف الخيبة وهي عدم النيل لما طلبه أي وشبه ارتياحهم وخفتهم من الطرب بما يطلبونه، والرفد بكسر الراء العطاء والطموح ارتفاع البصر والنظر إلى الشيء نظر رغبة في أنفسهم أو من العطايا والصلة التي ترتفع إليها أبصارهم، فإن مطمح نظرهم من النفاق مراعاة الحظوظ العاجلة. قوله:
(بالحالة التي الخ) متعلق بمحذوف وهو مفعول ثان «لجعل» أي ولو شاء الله لجعلهم ملتبسين بالحالة التي يجعلونها لأنفسهم، فإنهم جعلوا أنفسهم فاقدي الحواس بأن عطلوها ولم ينتفعوا بها وصرفوها إلى غير ما خلقت لأجله فناسب مقتضى عدل الله تعالى أن يذهب حواسهم حقيقة حيث لم يعرفوا قدرها ولم يشكروا عليها، لكنه تعالى لم يذهب بهما لعدم تعلق مشيئته بإذهابهما لحكمة لا يعلمها إلا هو، كما أن المناسب لقوة قصيف الرعد ووميض البرق ذهاب أسماع أصحاب الصيب وأبصارهم لكنهما لم يذهبا لعدم تعلق مشيئة الله تعالى بذلك. والحاصل أنه كما تحقق في جانب المشبه به فكذلك في جانب المشبه ليكون تنبيها على أن الأمر كذلك في جانب المشبه.
قوله: (لما عدد فرق المكلفين) وهي فرقة المؤمنين المخلصين في إيمانهم وفرقة الكافرين المجاهرين في كفرهم وخواص فرقة المنافقين المداهنين في نفاقهم، عددها الله تعالى من لدن قوله: للمتقين الذين يؤمنون بالغيب إلى هنا. وخواص فرقة الكافرين الكفر والإصرار عليه والختم وغشاوة التعامي، وخواص فرقة المنافقين إظهار الإيمان والخداع ومرض القلب واختلاف المقالة عند لقاء المحقين والمبطلين ونحو ذلك. وذكر مصارف أمور المؤمنين أي مرجعها ومنقلبها وهو سعادة الدارين بقوله: أولئك على هدى من ربهم أولئك هم المفلحون ومرجع أمور الكافرين المنافقين شقاوة الدارين، وذكر مرجع أمور الكافرين بقوله: ختم الله على قلوبهم إلى قوله: ولهم عذاب عظيم وذكر مرجع أمور المنافقين بقوله: ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون وبقوله: أولئك الذين اشتروا الضلالة
Sayfa 357