Baydavi Tefsiri Üzerine Haşiye
حاشية محيي الدين زاده على تفسير القاضي البيضاوي
Türler
وما انتفعوا به من حقن الدماء وسلامة الأموال والأولاد وغير ذلك بإضاءة النار ما حول المستوقدين وزوال ذلك عنهم على القرب بإهلاكهم، وبإفشاء حالهم وإبقاؤهم في الخسار الدائم والعذاب السرمد بإطفاء نارهم والذهاب بنورهم. وفي الثاني أنفسهم بأصحاب الصيب وإيمانهم المخالط بالكفر والخداع بصيب فيه ظلمات ورعد وبرق من حيث إنه وإن كان نافعا في نفسه لكنه لما وجد في هذه الصورة عاد نفعه ضررا، ونفاقهم حذرا من نكايات المؤمنين وما يطرقون به من سواهم من الكفرة بجعل الأصابع في الآذان من الصواعق حذر الموت من حيث إنه لا يرد من قدر الله تعالى شيئا ولا يخلص مما يريد استيقاد النار، ثم إضاءة النار ما حوله، ثم انطفاؤها وبقاؤه في الظلمة والحيرة أبدا. فكذا للمنافقين ثلاث حالات بإزاء الاستيقاد إظهارا لإيمان، وبإزاء الإضاءة الانتفاع بإظهار الإيمان، وبإزاء انطفاء النار انقطاع الانتفاع بما أظهر من الإيمان وبقاؤه في الحيرة والحسرة «أبدا».
كما أن المستوقد يوقد النار وتضيء النار ما حوله ثم تخمد كذلك المنافق يظهر الإيمان وينتفع به ثم ينقطع انتفاعه به. وزاد المصنف في التمثيل الأول ذوات المنافقين وشبهها بذوات المستوقدين كما تعرض في التمثيل الثاني لأنفس المنافقين وشبهها بأصحاب الصيب عملا بمقتضى حمل التشبيه على المفرق، فإن حقه أن يتكلف بإزاء كل مفرد من المفردات المذكورة في أحد الطرفين أربع مفردات اعتبرت المشابهة بينها وبين المفردات الأربع المتحققة في الطرف الآخر، ووجه الشبه بين كل مفرد وما بإزائه في الطرف الآخر ظاهر للمتأمل.
قوله: (وفي الثاني) عطف على قوله: «في الأول» أي وبأن يشبه في التمثيل الثاني أنفسهم بأصحاب الصيب. قوله: (وإيمانهم) عطف على «أنفسهم» وقوله: «بصيب» عطف على قوله: «بأصحاب الصيب» وتشبيه الإيمان المخالط بالكفر والخداع بالصيب المذكور يتضمن تشبيه الكفر والخداع بما في الصيب من الظلمات والرعد والبرق وقوله: «ونفاقهم» عطف أيضا على «أنفسهم» وحذرا مفهوم لنفاقهم والنكاية في الأعداء أصابتهم بعقوبة من نحو القتل والجرح المؤلم. قوله: (وما يطرقون) عطف على من «نكايات». والطرق في الأصل الإتيان ليلا ويستعمل في مطلق الإتيان، وعدي بالباء. والمعنى وحذرا مما يأتي به المؤمنون من سوى المنافقين من الكفرة الماحضين من مصائب الإذلال والإهلاك. وقوله: «يجعل الأصابع» عطف على قوله: «بأصحاب الصيب » أي وبأن يشبه نفاقهم المعلل بما ذكر بجعل الأصابع في الآذان وقوله: «من حيث إنه» الخ إشارة إلى وجه الشبه المشترك بين الطرفين فإنه كما لا يرد جعل الأصابع في الآذان المحذور منه وهو الموت المقدر بالصاعقة فكذلك لا يرد نفاقهم حذرا من النكاية ما خافوا منه من نكاية المؤمنين فكان كل واحد منهما حيلة لا
Sayfa 355