256

Baydavi Tefsiri Üzerine Haşiye

حاشية محيي الدين زاده على تفسير القاضي البيضاوي

Türler

الزمان ولذلك أكد النفي بالباء وأطلق الإيمان على معنى أنهم ليسوا من الإيمان في شيء، ويحتمل أن يقيد بما قيدوا به لأنه جوابه. والآية تدل على أن من ادعى الإيمان وخالف قلبه لسانه بالاعتقاد لم يكن مؤمنا لأن من تفوه بالشهادتين فارغ القلب عما يوافقه أو ينافيه المعلوم أن انتفاء اللازم أعدل شاهد وأوضح دليل على انتفاء الملزوم، فكان هذا القول نفيا للملزوم على آكد وجه وأبلغه بالنسبة إلى نفي الملزوم ابتداء بأن قيل: «وما آمنوا» وذلك لأن نفي اللازم ملزوم لنفي الملزوم ودليل له فيكون ما عليه النظير ذكر الملزوم وإرادة للازم وهو كناية في أحد المذهبين. ومن المعلوم أن الكناية أبلغ من الصريح وكيف لا، وقد بولغ في نفي اللازم بالدلالة على دوامه المستلزم لانتفاء حدوث الملزوم مطلقا، فإن الجملة الاسمية كما تفيد الدوام والثبات في الإثبات كذلك المنفية تفيد الدوام والثبات في النفي. قوله:

(ولذلك) أي ولقصد التأكيد والمبالغة في التكذيب أكد النفي بالباء، ولذلك أيضا أطلق الإيمان إذ لم يقل «وما هم بمؤمنين بالله وباليوم الآخر» فإن نفي الإيمان المطلق يستلزم نفي الإيمان المقيد بالطريق الأولى، وفيه أيضا تأكيد النفي ببينة عادلة. «ومن» في قوله: «ليسوا من الإيمان في شيء للبيان» أي ليسوا في شيء من الإيمان لا من الإيمان بالله واليوم الآخر ولا من الإيمان بغيرهما. قوله: (ويحتمل أن يقيد الخ) لما ذكر أولا أنه حذف مفعول «بمؤمنين» لنفي تصديقهم لأنه لو ذكر لتوهم أن فعله مقصور على ما ذكر معه، ذكر ههنا أنه يحتمل أن يقيد الإيمان المذكور في قوله: وما هم بمؤمنين بما قيد به الإيمان المذكور في قولهم: آمنا بالله وباليوم الآخر إلا أنه حذف من الثاني لدلالة الأول عليه. فيكون ذكر القيد في الأول قرينة دالة على اعتباره في الثاني. قوله: (والآية تدل على أن من ادعى الإيمان وخالف قلبه لسانه بالاعتقاد لم يكن مؤمنا) هذا رد على الإمام حيث قال: إن الآية تدل على أن من لم يعرف الله وأقر به فإنه لا يكون مؤمنا لقوله تعالى: وما هم بمؤمنين وقالت الكرامية: إنه يكون مؤمنا. وبين وجه دلالتها عليه بأن هؤلاء المنافقين لو كانوا عارفين بالله وقد أقروا به لكان يجب أن يكون إقرارهم بذلك إيمانا لأن من عرف الله وأقر به لا بد وأن يكون مؤمنا. هذا كلامه. ووجه الرد أن الآية نزلت فيمن كان يدعي الإيمان وخالف قلبه لسانه بالاعتقاد سواء كان اللام في الناس للعهد أو للجنس. أما إذا كان للعهد فظاهر لأن المنافقين حينئذ يكونون بعضا «من الذين كفروا» و «ختم على قلوبهم» وأما إذا كان للجنس فلأن قوله: وما هم بمؤمنين تكذيب لهم في دعواهم التصديق القلبي على وجه يخرجهم عن زمرة المؤمنين المصدقين الذين واطأت قلوبهم ألسنتهم فكان قلبهم في اعتقادهم جميع ما آمنوا به غير مطابق لما عليه قلب المؤمن في حد نفسه، وتكذيبهم في إخبارهم بإحداث هذا الاعتقاد يستلزم أن تكون قلوبهم خالية عن الاعتقاد بل تكون مخالفة بالاعتقاد لما نشعر به

Sayfa 262