İslami Hareketler Üzerine Dersler
محاضرات عن الحركات الإصلاحية ومراكز الثقافة في الشرق الإسلامي الحديث
Türler
c
Ādil »، أي إماما عادلا، ووقع على هذا المحضر العلماء والفقهاء في رجب من سنة 987ه، ومن بينهم مخدوم الملك وعبدون نبي، ووقع عليها بالموافقة كذلك الإمبراطور أكبر.
هذه الوثيقة وضعت السلطة كلها في يد أكبر، ورفعته إلى مرتبة أعلى من مرتبة المجتهد، وهي مرتبة الإمام العادل، وأصبح بذلك الحاكم المطلق، على أن يكون عماد حكمه الرجوع إلى القرآن والسنة والقياس، وأهم من هذا أن هذه الوثيقة جعلت لأكبر - إلى جانب سلطاته الزمنية - السلطان الروحي على رعاياه، وبالتالي سلب العلماء هذا السلطان، ولم يعد لهم الحق في أن يتدخلوا في شئون الحكم. (2-3) إعلان الدين الإلهي
وبعد قليل خطا أكبر خطوة أخرى أشد جرأة، فبدأ يفكر في وسيلة تمكنه من توحيد المجتمعين الإسلامي والهندي؛ ليقل الخلاف بين رعاياه، وليصبحوا أكثر تواؤما وانسجاما، وهداه تفكيره إلى إنشاء دين جديد يجمع أصول الديانتين الإسلامية والهندية ومحاسنهما، ولم يكن يسمح حتى ذلك الحين بدخول عبادة خانة إلا لعلماء المسلمين، فبدأ أكبر بدعوة علماء الأديان الأخرى لهذه الدار، والمشاركة في النقاش والجدل الديني، يدافع كل فريق عن دينه ويبدي محاسنه.
وبعد هذه التمهيدات دعا السلطان إلى اجتماع عام حضره كبار العلماء من كل دين وقادة الجيش، وفيه تحدث السلطان عن الأضرار التي تعود على المجتمع من كثرة الأديان وتعددها، وأعلن عن ضرورة إيجاد دين واحد يضم محاسن الأديان المختلفة الموجودة في الهند ويعتنقه الجميع، وبهذا - كما قال - «يمكن تقديس الخالق، ويمكن للسلام والرفاهية أن يسودا بين الناس، وأن يشمل الأمن الدولة.»
ولقد سمى أكبر هذا الدين الجديد «ديني إلهي
Din-i-Ilahi » أو الدين الإلهي، وتتلخص أصوله في: توحيد الله، وهو حجر الزاوية في الإسلام، وتقوم طقوسه على أسس من الصوفية المستمدة من الديانتين الهندوكية والزرادشتية.
وفرض على أتباع هذا الدين أن يؤمنوا بوحدانية الله، وبأن أكبر خليفته على الأرض، وأن يقدموا لجلالته أربعة أشياء؛ الثروة والحياة والشرف والدين.
وفرض عليهم أيضا أن يمتنعوا عن أكل اللحوم بجميع أصنافها، وأن يسجدوا للإمبراطور.
ومن طقوس هذا الدين الجديد تقديس الشمس والنار.
Bilinmeyen sayfa