فقال دهشان: إنه يفتحه للشياطين.
فقال غسان بغلظة: إنك لا تغفر لي انتصاري عليك يا دهشان. - عليك اللعنة، بل عاملتك بالأصول. - لولا الحقد ما رحبت بفتونة غلام!
فتساءل دهشان بحنق: ألم ينتصر بكل جدارة؟
وعند ذاك تساءل عليوة أبو راسين الخمار: قلبي يحدثني بأن فتوتنا الجديد سيكون من زبائني الكرام.
فقهقه غسان وقال: أحلق شاربي لو فعل، ولن نحظى منه إلا بالفقر.
فصاح شعلان الأعور: لن تمر الليلة على خير!
فقال غسان ساخرا: هذيان سكران يا شعلان. ستمر الليلة مثل كل ليلة، ومثل الليالي السعيدة الغابرة التي شهدت ست الستات وهي تخطر بين السكارى بجمالها الفتان!
ورماه دهشان بالقرعة فأصاب صدره وصرخ في وجهه: يا وغد!
ووقف غسان متحديا، فوثب شعلان نحوه وقال له بحزم: لا حياة لك في هذه الحارة!
فأدرك خطأه رغم سكره، وغادر البوظة وهو يترنح.
Bilinmeyen sayfa