وفي اليوم التالي دخلوا في حال جديدة من الحزن امتازت بالهدوء والركود.
قالت حليمة البركة: لا وقت لدينا نضيعه.
فعلق ضياء على قوله بأنه لا وقت لديهم ولا مال ولا صديق ولا شيء، فتساءلت: أين يجدر بنا أن نذهب؟
فأجاب ضياء: بلاد الله لا حدود لها.
أما عاشور فقال: لنبق في المدفن غير بعيدين عن حارتنا حتى يتاح لنا الرجوع.
تمتم ضياء بازدراء: الرجوع؟! - أجل، لا بد من الرجوع ذات يوم، وأكثر من ذلك، لا حياة لنا إلا في حارتنا.
فحسمت حليمة الخلاف قائلة: لنبق هنا بعض الوقت على الأقل.
عند ذاك قال ضياء: لم أنم ليلة أمس. فكرت حتى سمع الأموات نبضات فكري، صدقت عزيمتي على قرار. - ما هو؟ - ألا أبقى هنا.
فتجاهلته أمه وقالت: عن نفسي أعود إلى ممارسة مهنتي السابقة في أطراف الحي البعيدة.
فقال عاشور: سأسرح بفاكهة.
Bilinmeyen sayfa