وتساءل عبد ربه: لو سلمنا بأنها مئذنة فأين الجامع؟
فلم يجب، فقال راضي: كلفتنا مبلغا طائلا.
وعاد الأب يسأل: ما معنى هذا يا بني؟
فضحك جلال وقال: الله أعلم. - منذ تم بناؤه ولا حديث للناس سواه.
فقال جلال بازدراء: لا تهتم بالناس، إنه من النذر يا أبي، وقد يرتكب الإنسان حماقات كثيرة ليبلغ في النهاية حكمة فريدة.
وهم الأب بمعاودة السؤال، ولكنه سبقه بنبرة قاطعة: انظر، ها هي المئذنة، سيفنى كل شيء في الحارة وتبقى هي. اطرح عليها أسئلتك وسوف تجيبك إذا شاءت.
63
وانفرد بالمعلم عبد الخالق العطار وسأله بجدية مخيفة: ماذا ظننت باعتزالي؟
فقال الرجل بصدق وقلبه يخفق بالخوف: رددت قولك بلا زيادة. - وماذا ظننت بالمئذنة؟
فقال الرجل بعد تردد: لعلها من النذر يا معلم.
Bilinmeyen sayfa