وقع الطلاق. سيق عبد ربه إليه كما يساق المحكوم عليه إلى المشنقة. انتهى الحلم وضاعت الجوهرة. وثملت زهيرة بنشوة الانتصار وبهجة الحرية. في الوقت نفسه وجدت نبضة أسى في الأعماق أسفا على حرارة ستفقدها إلى الأبد. وضمت جلال إلى صدرها فتبدى لها ثمرة لحب لا يستهان به. وسرعان ما طالبها طموحها بالتعويض الكامل. وتجلت لها شخصيتها في صورة واضحة قاسية مجللة بالسمو والألم.
وقالت لها رئيفة هانم بمباهاة: هذه إرادتي إذا صممت!
أجل. إنها امرأة قوية رفيعة الشأن، غير أنها لم تنفذ مشيئتها إلا باللجوء إلى الفتوة. الفتونة حلم الخيال الأبدي، حسرة آل الناجي المهلكة، ذروة الحياة المتلفعة بأضواء النجوم.
33
وابتسمت مشجعة!
ها هو محمد أنور تاجر البطارخ يقول لها: مباركة عليك الحرية والكرامة.
وينتهز فرصة ذهاب رئيفة هانم لشأن من شئونها فيهمس: إني وقلبي في الانتظار.
وتشع عيناه ببريق الرغبة فيواصل ابتهاله: على سنة الله ورسوله!
ترى بأي عين ينظر إليها؟ عين تاجر إلى خادمة؟ الحق أنه لم يملأ عينيها قط. طالما رأته هشا وذليلا، ولكنه قادر على أن يجعل منها هانما من نوع ما. هل يمكن أن تطمع في خير منه؟
وابتسمت له مشجعة.
Bilinmeyen sayfa