رغم أنه توقع ذلك، توقعه منذ طويل، إلا أن قلبه غاص في صدره، وتمتم: حقا؟! طبعا أنت حر، ولكن لماذا؟ لماذا نفتت قوتنا؟ - أمي ترغب في مشاركتي! - هذا ممكن مع المحافظة على الوضع الراهن. - كان أبي يرغب في ذلك كما تعلم! - قال ذلك يوما ما ولكنه لم يصمم عليه وإلا ما منعه مانع. فقال عزيز ببرود: منعه اختفاؤه الغريب.
فانقبض قلب رمانة، ولكنه تجاهل الطعنة وقال: كان بوسعه أن يؤجل السفر حتى يفعل ما يشاء.
ثم باستياء واضح: لا تصدق كل ما يقال.
فقال بجرأة لم يبدها من قبل: إني أصدق ما يستحق التصديق.
فقال رمانة بيأس: أكرر أنك حر، ولكنه ضار بكلينا. - ليس هو كذلك بالنسبة إلي.
تلقى طعنة ثانية وهو يتلظى بالحقد الدفين. وقال لنفسه إن يكن ابني حقا فلكيف ألفته إلى الدور الساخر الأليم الذي يلعبه؟! كيف أكبح الشيطان الذي يتمطى في قلبه الأسود لينتقم مني؟ قال: تعبير لا يجدر بك، ألا تفكر في الأمر مليا؟
فقال برقة ما استطاع: إنه أمر متفق عليه.
فقال بيأس: حتى إذا رجوتك أن تعدل عنه؟ - يؤسفني أنني لا أستطيع تحقيق الرجاء. - لعلها أمك؟ - تريد أن تشاركني كما قلت. - إنه سوء الظن الذي يخلق الكراهية على أساس من الأوهام.
فتردد قليلا، ثم قال: ليست أوهاما. الحسابات غير مقنعة، والشركة لم تكن في صالحي. - من الآن ستلعب دورك كاملا.
فتمتم عزيز بضيق: لا فائدة يا سيدي.
Bilinmeyen sayfa