32
وفي الليل تطرق الحديث بين قرة وعزيزة إلى الموضوع، ولم تخف عزيزة مشاعرها فقالت: إنه لا يستحق الثقة .
فقال قرة: بلى، ولكن الوقت لا يتسع الآن لإجراءات الانفصال. - ليكن، ولكن لا تتردد. إنه لا يحبك، هو وزوجته يتمنيان لنا الهلاك! وتابعت عزيز وهو يلاعب قطة بيضاء، فرقت عيناها وهي تقول: تلقيت من السماء هدية جديدة لك.
فرمق بطنها بحنان وبهجة. وأشارت عزيزة إلى عزيز وتمتمت: أهلك يحلمون له بالفتونة.
فابتسم قائلا: هكذا آل الناجي!
فقالت عزيزة: أما أنا فأومن بأن أبواب الخير كثيرة. - وعاشور؟ - دائما عاشور! أتحن إلى أحلامهم؟ - سأنشئه كما أنشأني المرحوم خضر، وليفعل بنفسه بعد ذلك ما يشاء. - كم تريحون أنفسكم لو تتناسون أنكم ذرية عاشور الناجي! - سنظل ذريته على أي حال.
ورنا إلى عزيز طويلا، ثم تساءل: متى أجلسه أمامي في حجرة الإدارة؟!
33
اتخذ السائق مجلسه بالدوكار. وقف قرة بين مودعيه. وحيد ورمانة والشيخ إسماعيل القليوبي شيخ الزاوية ومحمد توكل شيخ الحارة وآخرين. وأمسك محمد توكل بيد رمانة وتساءل بلهجة ذات معنى: من يحل محلك يا معلم عند السفر إذا استقل كل منكما بتجارته؟
فتجاهل قرة الملاحظة مواصلا حديثا جانبيا مع الشيخ إسماعيل. وفي تلك اللحظة مرت الشيخة ضياء بمبخرتها وعينيها الدامعتين. لم يعد منظرها يثير استياء أحد من آل الناجي، وقال وحيد: الشيخة تبارك سفرك!
Bilinmeyen sayfa