يا سيدي جورجيبوس، أقصدك الرضا، والعفو عما مضى، لما أتعبناك في الاتفاق، واستخدمتك بالوثاق. (ويلتفت إلى داخل المكان ويقول)
وأما أنت يا أخي سجنرل فإني أرجوك أمام السيد الماجد، بأن نصيرا على طريق واحد، ولا عدت أسلك سبيلي القديم، ولا أتبع خطوات الشيطان الرجيم، وأرجوك أن تنسى ما قد فات، وتتبع قول المثل: «اللي فات مات.» (ثم يحضن برنيطته وياقة قميصه العيرة، اللتان وضعهما على انتهاء ذراعه، لأجل أن يوهم أنه يحضن أخاه.)
جورجيبوس (يقول إلى جروريني) :
الحمد لله أما تنظر الاثنين، واتضح لك الحق بمرأى العين؟
جروريني :
أعوذ بالله، إن والله هذا لشيطان لعين، وساحر مبين.
سجنرل (يخرج من الباب بصفة حكيم) :
استلم يا سيدي مفتاح منزلك، وإن أخي تركته عندك لئلا يهتكني أمام هذا الخلق، بعد ما اشتهر اسمي بينهم كالبرق، فأنت تخرجه وقتما تريد، وأودعك بكل أسف لأني مسافر إلى بعيد، وإن معروفك عندي لا يضيع طول الزمن المديد. (ثم يظهر بأنه توجه إلى حال سبيله، ولكن بعدما يخلع عنه كسوة الحكيم (التي هي عباءة بسيطة) يدخل في البيت من الشباك.)
جورجيبوس (يقول في نفسه) :
يلزمني أن أطلق سبيل هذا الشاب الفقير؛ لأنه لا بد أن يكون سامحه أخوه الكبير بالنسبة لما استعمله معه من القساوة الشديدة، وسوء المعاملة الأكيدة. (فيدخل في بيته، ويخرج مع سجنرل لابسا كسوة خدام.)
Bilinmeyen sayfa