Böyle Buyurdu Zerdüşt

Felix Faris d. 1358 AH
169

Böyle Buyurdu Zerdüşt

هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد

Türler

هكذا تكلم زارا ...

على جبل الزيتون

لقد نزل الشتاء ضيفا ماكرا علي، فمددت يدي يلوحهما الازرقاق لمصافحته، ولكم أود أن أفلت من هذا الضيف بالرغم من محبتي له، ولا سبيل لي للانعتاق منه إلا بالجري على قدمي، فتدب الحرارة فيها وفي أفكاري، فأنا أتجه هاربا من الصقيع إلى حيث ينقطع هبوب الريح فأصل إلى جبل الزيتون، إلى مطرح شعاع الشمس، وهنالك أستقر ضاحكا من ضيفي القاسي الرابض في مسكن يتلهى بالقرقعة وقتل الذباب، وضيفي ينفر من طنين ذبابة واحدة أو ذبابتين فهو يطمح إلى جعل كل مكان مقفرا حتى يرى أشعة القمر نفسها ترتاع من ظلمات السبيل.

إنه لشديد الوطأة هذا الضيف، ولكنني أحترمه ولا أفزع منه إلى إله النار كما يفعل المخنثون؛ لأنه خير للإنسان أن تصطك أسنانه بردا من أن يلجأ إلى الأصنام، ذلك ما تقول به غرائزي فأنا عدو كل صنم ناري يضطرم في وجومه.

إذا ما أحببت أحدا فإن حبي له في الشتاء لأشد منه في الصيف، وفي الشتاء أراني أقوى على الاستهزاء بأعدائي، فأشعر بالشجاعة عندما ألتف بدثاري على فراشي؛ لأن سعادتي المولية تأخذ بالترنم ضاحكة فتضحك معها كاذبات أحلامي.

أي شيء يكرهني على الزحف، وما زحفت يوما سعيا إلى أقدام الأقوياء؟

وإذا كنت لجأت أحيانا إلى الكذب فما كان كذبي إلا وليد محبتي، وذلك ما يجعلني مرتاحا إلى نفسي حتى وأنا على فراشي والسماء معتكرة بالغيوم.

إنني لأدفأ على الفراش الوضيع البسيط بأكثر مما أدفأ على الفراش المزين الوثير، فأنا حريص على فقري وما يخلص الفقر لي في أي فصل إخلاصه لي في الشتاء، أفيق كل صباح للمشاكسة فأبدأ بالاستحمام بالماء البارد لأهزأ بالشتاء فيزمجر بوجهي هذا الصديق القاسي، وعندئذ يلذ لي أن أداعب ظلامه بأنوار شمعة ضئيلة لأهيب به إلى إرسال شرر النور من رماد آفاقه.

إن روح الأذية لا تنتبه بي في أية ساعة انتباهها عند الفجر عندما تحتك الآنية بالآنية أمام سبيل الماء، وتصهل الخيل وهي تضرب بحوافرها أرض الشوارع الدكناء.

عندئذ أقف شاخصا إلى السماء متوقعا انبثاق أنوارها، فتبدو كالشيخ تمازج السواد بالبياض في لحيته ونصعت بالشيب قمة رأسه.

Bilinmeyen sayfa