Endülüs'te Arap Medeniyeti: Eşsiz Hayali Bir Biçimde Tarihi Mektuplar
حضارة العرب في الأندلس: رسائل تاريخية في قالب خيالي بديع
Türler
107
وهما ابنا يونس بن أحمد الحراني الطبيب المشهور. وقد أخبراني أن كتاب ديسقوريدس هذا كان قد ترجمه بدار السلام أيام جعفر المتوكل الخليفة العباسي اصطفن بن بسيل، المترجم من الإغريقي إلى العربي، وتصفحه حنين بن إسحاق فصحح الترجمة وأجازها، قالا: وقد ورد هذا الكتاب إلى بلادنا «الأندلس»، وهو على ترجمة اصطفن.
108
وقد قرأناه وصححنا كثيرا من أسماء العقاقير التي لم يعرف لها اصطفن اسما في العربية، وقد انتفع كثير من أهل المشرق وأهل الأندلس بالمعروف منه. وفي الأندلس اليوم من إخواننا الأطباء نفر توفروا على هذا الكتاب يصححون أسماء عقاقيره، ويعينون أشخاصها، ومنهم أخونا البسباسي، والشجار، وأبو عثمان اليابسة، ومحمد بن سعيد الطبيب.
109
وكأنا بسيدنا الناصر - أدام الله تأييده - وقد أبى إلا أن يقر الأمر في نصابه، ويغمد السيف في قرابه، ويتم أمر هذا الكتاب على ما به، فطلب إلى أرمانيوس ما طلب، وكل ذلك من سيدنا فضل عناية منه بكل ما يجدي على بلاده، ويسمو بها صعدا إلى أبعد مراتب العظمة الذهنية، كما أبعدت به وبأسلافه في سائر ضروب الحضارة؛ وذلك لما فطره الله عليه من العزيمة النافذة، والهمة الطموح البعيدة المرمى، فلا يتعاظمه أمر، ولا تقف همته دون غاية، وحتى لا يحيك في صدر إنسان أن خلفاء بني العباس في المشرق، أو منافسيه الفاطميين في أفريقية قد سبقوه إلى شيء لم يسبقهم هو إليه، وأنت تعلم أن هذه الدول الإسلامية الثلاث،
110
هي أعظم دول الأرض اليوم شانا، وأضخمها سلطانا، والقابضة على زمام الأمور ، والمالكة أخصب البلاد من هذا المعمور، والمستبحر عمران بلادها إلى أكثر من المتوقع المنظور، والتي تعد سائر دول الأرض من هذه الأمم الحمراء كأنها تبع لها، وعيال عليها، فتراها لذلك تتهالك في كل آونة على الازدلاف إليها، وتستنزل رضاها بالهدايا والتحف، وغريب النفائس والطرف، وتستصرخها بعض على بعض، فتكون الحتوف أسبق إلى المغضوب عليهم من السيوف.
إنا إذا ما أتانا صارخ فزع
كان الصراخ له قرع الظنابيب
Bilinmeyen sayfa