٣ - ثم غزوة الخندق (^١)، وهي غزوة الأحزاب.
_________
= من المنافقين لم يخرجوا في غزاة قبلها، واستعمل على المدينة زيد بن حارثة، وقيل: أبا ذر، وقيل: نميلة بن عبد الله الليثي، وخرج يوم الإثنين لليلتين خلتا من شعبان، وبلغ الحارث بن أبي ضرار، ومن معه مسير رسول الله، وقتله عينه الذي كان وجّهه ليأتيه بخبره، وخبر المسلمين، فخافوا خوفا شديدا، وتفرق عنهم من كان معهم من العرب، وانتهى رسول الله إلى المريسيع، وهو مكان الماء، فأغار عليهم، فسبى ذراريهم، وأموالهم كما في «الصحيح»: «أغار رسول الله على بني المصطلق، وهم غارّون، وذكر الحديث، وكان من جملة السبي جويرية بنت سيد القوم وقعت في سهم ثابت بن قيس، فكاتبها، فأدى عنها رسول الله ﷺ، وتزوّجها، فأعتق المسلمون بسبب هذا مئة من بني المصطلق». ينظر: «البخاري» (٨٩٨/ ٢)، و«سيرة ابن هشام» (٢٠٣/ ٣)، و«أنساب الأشراف» (٦٤/ ١)، و«زاد المعاد» (٢٥٥/ ٣ - ٢٥٨).
(^١) وسببها: أن اليهود لما رأوا انتصار المشركين يوم أحد، وعلموا بميعاد أبي سفيان لغزو المسلمين، فخرج لذلك، ثم رجع للعام المقبل، خرج بعضهم؛ كسلام بن أبي الحقيق، وسلام بن مشكم، وغيرهم إلى مكة يحرّضونهم على غزو المدينة، ويؤلبونهم على المسلمون، ووعدوهم بالنصر لهم، فأجابتهم قريش، ثم طافوا في قبائل العرب يدعونهم إلى ذلك، فاستجاب لهم جمع، فخرجت قريش، وقائدهم أبو سفيان في أربعة آلاف، ووافتهم بعض قبائل العرب من المشركين، وكان من حضر الخندق من الكفار عشرة آلاف، فلما سمع رسول الله ﷺ بمسيرهم إليه، استشار الصحابة، فأشار عليه سلمان الفارسي-﵁-بحفر خندق يحول بين العدو وبين المدينة، فأمر به، فبادر إليه المسلمون، وعمل بنفسه ﷺ فيه، وباغتوا هجوم الكفار عليهم، وكان حفر الخندق أمام سلع، وسلع جبل خلف ظهور المسلمين، والخندق بينهم وبين الكفار، وخرج ﷺ في-
1 / 53