تنفذ فيه الحيل ولا يهزه المدح ولا يحزنه الذم ولا يخجله التقريع ولا يذله التوبيخ ولا يرحم المظلوم فإن استرحمته ازداد غلظة ولا يرق لفقير وإن تعرض له قتله جوعًا وقال آخر فلان غث في دينه قذر في دنياه رث في مروأته سمج في هيئته منقطع إلى نفسه راض عن عقله بخيل بما وسع الله عليه كتوم لما آتاه الله من فضله حلاف لجوج إن سأل ألحف وإن وعد أخلف لا ينصف الأصاغر ولا يعرف حق الأكابر وأنشد لابن قادوس
تأنست بذميم الفعل طلعته ... تأنس المقلة الرمداء بالظلم
وقالوا فلان كالشجرة التي قل ورقها وكثر شوكها وصعب مرتقاها قال الشعر يهجو قومًا لئامًا
هم الكشوت فلا أصل ولا ثمر ... ولا نسيم ولا ظل ولا ورق
جفوا من اللؤم حتى لو أصابهم ... ضوء السهى في ظلام الليل لاحترقوا
لو صافحوا المزن ما ابتلت أناملهم ... ولو يخوضون بحر الصين ما غرقوا
ومن محاسن التلفيق في الذم فلان له كيد مخنث وحسد نائحة وشره قواد وذل قابله وملق داية وبخل كلب وحرص نباش ونتن جورب ووحشة قرد قال ابن حجاج في مثل ذلك
نسيم حشّ وريح مقعدة ... ونفث أفعى ونتن مصلوب
وله يهجو
نعمة الله لا تعاب ولكن ... ربما استقبحت على أقوام
لا يليق الغني بوجه أبي يع ... لى ولا نور بهجة الاسلام
وسخ الثوب والعمامة والبر ... ذون والوجه والقفا والغلام
1 / 74