نَصْرَانِيٌّ، فَتَغَدَّيَا جَمِيعًا، ثُمَّ أَخْرَجَ النَّصْرَانِيُّ رَكْوَةً فِيهَا شَرَابٌ، فَشَرِبَ، وَعَرَضَ عَلَى الْمُحَدِّثِ، فَتَنَاوَلَهَا مِنْ غَيْرِ امْتِنَاعٍ. فَقَالَ النَّصْرَانِيُّ: جُعِلْتُ فِدَاكَ! إِنَّمَا عَرَضْتُ عَلَيْكَ كَمَا يَعْرِضُ النَّاسُ، وَإنَّمَا هِيَ خَمْرٌ. فَقَالَ: وَمِنْ أَيْنَ عَلِمْتَ أَنَّهَا خَمْرٌ؟ قَالَ: غُلَامي اشتَرَاهَا مِنْ إِنْسَانٍ يَهُودِيٍّ، وَذَكَرَ أَنَّها خَمْرٌ. فَشَرِبَهُ بِالْعَجَلَةِ، وَقَالَ: لَوْ لَمْ يَكُنْ إِلَّا لِضَعْفِ الإسْنَادِ لَشَرِبْتُهَا، ثُمَّ قَالَ لِلنَّصْرَانِيِّ: يَا أَحْمَقُ! نَحْنُ أَصْحَابَ الْحَدِيثِ نُضَعِّفُ حَدِيثَ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ وَيَزِيدَ بْنِ هَارُونَ نُصَدِّقُ نَصْرَانِيًّا عَنْ غُلامِهِ عَنْ يَهُودِي! هَذَا مُحَالٌ.
١٣٢ - وَسُئِلَ بَعْضُهُمْ عَنْ أَرْبَعِينَ رَأْسًا مِنَ الْغَنَمِ، نِصْفُهَا ضَأْنٌ وَنِصْفُهَا مَاعِزٌ، مَا الَّذِي يُجِبُّ فِيهَا؟ فَقَالَ: يُحِبُّ فِيهَا شَاةً نِصْفُها ضَأْنٌ وَنِصْفُهَا مَاعِزٌ.
١٣٣ - وَنَظَر بَعْضُهُم إِلَى الْهِلَالِ، فَقَالَ: رَبِّي وَرَبُّكَ اللهُ، سُبْحَانَ مَنْ خَلَقَكَ مِنْ عُودٍ يَابِسٍ. ذَهَبَ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ﴾ [٣٦ سورة يس/ الآية: ٣٩].
١٣٤ - مَاتَتْ أُمُّ ابْنِ عَيَّاش، فَأَتَاهُ سِيفَويه مُعَزِّيًا، فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! عَظَّمَ اللهُ مُصِيبَتَكَ. فَتَبَسَّمَ ابْنُ عَيَّاشَ، وَقَالَ: قَدْ فَعَلَ. فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! هَلْ كَانَ لِأُمِّكَ وَلَدٌ؟ فَقَامَ ابْنُ عَيَّاشَ عَنْ مَجْلِسِهِ، وَضَحِكَ حَتَّى اسْتَلْقَى عَلَى قَفَاهُ.
١٣٥ - وَقَالَ أَبُو هِفَّانَ: رَأَيْتُ بَعْضَ الْحَمْقَى يَقُولُ لِآخَرَ: قَدْ عَلِمْتُ النَّحْوَ كُلَّهُ إِلَّا ثَلَاثَ مَسَائِلَ. قَالَ: وَمَا هِيَ؟ قَالَ: أَبُو فُلانٍ، وَأَبَا فُلانٍ، وَأَبِي فُلانٍ. قَالَ: هَذَا سَهْلٌ. أَمَّا أَبُو فُلانٍ فَلِلْمُلوكِ
1 / 58