٩٥ - وَقَالَ الفَرَزْدَقُ لِلْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ: إِنِّي قَدْ هَجَوْتُ إِبْلِيسَ. فَقَالَ: كَيْفَ تَهْجُوهُ وَعَنْ لِسَانِهِ تَنْطِقُ؟ ! ["الأغاني" ٢١/ ٣٥٧].
٩٦ - وَسَأَلَ حَمْزَةُ بْنُ بيض الْفَرَزْدَقَ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا فِرَاسٍ! أَسْأَلُكَ عَنْ مَسْأَلَةٍ. قَالَ: سَلْ عَمَّا أَحْبَبْتَ. فَقَالَ: أَيُّهَا أَحَبُّ إِلَيْكَ، أَنْ تَسْبِقَ الْخَيْرَ أَمْ يَسْبِقُكَ؟ قَالَ: إِنْ سَبَقَنِي فَاتَنِي، وَإنْ سَبَقْتُهُ فِتُّهُ، وَلَكِنْ نَكُونُ مَعًا، لَا يَسْبقُنِي وَلَا أَسْبِقُهُ. وَلَكِنْ أَسْأَلُكَ عَنْ مَسْأَلَةٍ؛ فَقَال حَمْزَةُ: سَلْ. قَالَ، أيهَا أَحَبُّ إِلَيْكَ، أَنْ تَنْصَرِفَ إِلَى مَنْزِلِكَ فَتَجِدَ امْرَأَتَكَ قَابِضَةً عَلَى أَيْرِ رَجُلٍ أَوْ تُصِيبَهُ قَابِضًا عَلى هَنِهَا؟ قَالَ: فَتَحَيَّرَ، وَكَانَ قَدْ نُهِيَ عَنْهُ، فَلَمْ يَقْبَلْ ["الأغاني" ٢١/ ٣٥٧].
٩٧ - وَعَنْ عَلِيّ بْنِ سَعِيدٍ التِّرْمِذِيِّ، قَال: قَالَ الْجَهْمُ بْنُ سُوَيْدٍ بن الْمُنْذِرِ الْجَرْمِيُّ لِلْفَرَزْدَقِ: مَا وَجَدَتْ أُمُّكَ اسْمًا لَكَ إِلَّا الْفَرَزْدَقَ الَّذِي تَكْسِرُهُ النِّسَاءُ فِي سُوِيقِهَا؟ قَالَ: وَالْعَرَبُ تُسَمِّي خُبْزَ الفَتُوتِ الْفَرَزْدَقَ، وَالْفَرَزْدَقُ لَقَبٌ غَلَبَ عَلَيْهِ، وَتَفْسِيرُهُ الرَّغِيفُ الْفَخْمُ الَّذِي يُجَفّفُهُ النِّسَاءُ لِلْفَتُوتِ، وَقِيلَ: بَلْ هُوَ الْقِطْعَةُ مِنَ الْعَجِينِ الَّذِي يُبْسَطُ فَيُخْبَزُ مِنْهُ الرَّغِيفُ، شُبِّهَ وَجْهُهُ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ كَانَ غَلِيظًا، وِإلَّا فَاسْمُهُ هَمَّامُ بْنُ غَالِبِ بْنِ صَعْصَعَة.
قَالَ: فَأَقْبَلَ الْفَرَزْدَقُ عَلَى قَوْمٍ مَعَ الْجَهْمِ فِي الْمَجْلِسِ، فَقَالَ لَهُمْ: مَا اسْمُهُ؟ فَلَمْ يُخْبِرُوهُ بِاسْمِهِ. فَقَالَ: وَاللهِ لَئِنْ لَمْ تُخْبِرُونِي لَأَهجُوَنَّكُمْ كُلَّكُمْ. فَقَالُوا: الْجَهْمُ بْنُ الْمُنْذِرِ بْنِ سُوَيْدٍ. فَقَالَ الْفَرَزْدَقُ: أَحَقُّ النَّاسِ أَلَّا يَتَكَلَّمَ فِي هَذَا أَنْتَ، لِأَنَّ اسْمَكَ اسْمُ مَتَاعِ الْمَرْأَةِ، وَاسْمُ أَبِيكَ اسْمُ الْحِمَارِ وَاسْمُ جَدِّكَ اسْمُ الْكَلْبِ ["الأغاني" ٢١/ ٣٥٨].
1 / 48