56

الغزالي والاكتشافات العلمية

وللغزالي رأي عجيب مبتكر في علوم مقبلة وعلوم مندرسة، فهو يقول:

ظهر لنا بالبصيرة الواضحة التي لا يتمارى فيها أن في الإمكان والقوة أصنافا من العلوم العجيبة لم تخرج بعد من الوجود، وإن كان في قوة الآدمي الوصول إليها، وعلوم كانت قد خرجت إلى الوجود واندرست الآن، فلن يوجد في هذه العصور على وجه الأرض من يعرفها، وعلوم أخرى ليس في قوة البشر أصلا إدراكها والإحاطة بها، ويحظى بها بعض الملائكة المقربين.

والغزالي بهذا قد تنبأ بالمعارف الإنسانية التي نشاهدها في عصرنا ولم يشاهدها هو في عصره، والتي ستشاهدها العصور القادمة ولم نشاهدها نحن.

ونظريته في العلوم المندرسة يشهد بصحتها العلم الحديث والاكتشافات التاريخية، فقد وجد لدى قدماء المصريين في مقابرهم من أسرار الكيمياء وتحنيط الأجساد والحبوب، وأسرار البناء والفلك، ما لم تهتد إليه المعارف الحاضرة.

رموز القرآن

وللغزالي كتاب سماه رموز القرآن، ولكنه لسوء الحظ لم يطبع، وأما نسخته الخطية فقد نقلها المستشرقون إلى برلين، وبذلك فقدنا الدليل الذي كنا نستطيع به أن نعرف هل استطاع الغزالي أن يفسر القرآن بالشروط التي اشترطها، أم عجز عن الوفاء بما اشترط، وقد أشار غير واحد من المؤرخين إلى أن الغزالي قد أشار في كتابه هذا إلى الكهرباء والديناميت والهواء الخفيف، ولكن ليس في استطاعتنا أن نؤكد صحة هذه الأشياء، فدليلها مفقود، وآيتها في بطون صفحات لا تزال محجوبة عن الشمس.

الغزالي بين أنصاره وخصومه

أروع الناس وأتقاهم وأعلمهم من لا ينظر الناس كلهم إليه بعين واحدة، بل بعضهم بعين الرضا وبعضهم بعين السخط.

الغزالي

Bilinmeyen sayfa