وأما اللواتي في الظاهر: صدقٌ في اللسان، وسخاوة في المال، وتواضع في الأبدان، وكف الأذى، واحتمالها بلا إباء.
وأما اللواتي في الباطن: فحبٌ وجود سيده، وخوف الفراق عن سيده، ورجاء الوصول إلى سيده، والندم على فعله، والحياء من ربه تعالى وتقدس.
ومن الفتوة الاستغناء عن الخلق، والتعفف عن سؤالهم. سمعت أبا الحسين الفارسي يقول: قال أبو بكر محمد بن أحمد بن داود البلخي: من خفت مؤونته، دامت مودته، ومن عف خفٌ على الصديق لقاؤه، وأخو الحوائج وجهه مملول.
ومن الفتوة التحصن عن الآفات بترك الشهوات. سمعت الحسين بن يحيى يقول: قال أبو تراب النخشبي: حصنك من الآفات، حفظ نفسك من الشهوات.
ومن الفتوة الاكتفاء بالثقة بالله من دعوى التوكل. سمعت أبا الحسين الفارسي يقول: سمعت أبا محمد الجريري يقول: سمعت الجنيد يقول: قام الحق بالكفاية، والسيد لأهل مملكته، فاستراحوا من معاملات التوكل فلم يرضوا إلا به، فما أقبح التقاضي بأهل الصفاء بعد ثقتهم بالموالاة التي أزالت التوهم عن قلوب الموحدين.
1 / 48