194

From the Margins of Ibrahim Al-Saqqa on the Interpretation of Abu Al-Saud

من حاشية إبراهيم السقا على تفسير أبي السعود

Türler

كما فعله الأخنسُ بثقيفٍ
ــ
فإن لفظ الأرض يتناول جميع أجزائها، وعموم الظرف يستلزم عموم المظروف، [فكأنه] (١) قيل: في أي مكان حل (٢) من الأرض أفسد. (٣) " (٤)
(كما فعله الأخنس إلخ): " في الكبير (٥): " أنه لما انصرف ببني زهرة (٦) كان بينه وبين ثقيف خصومة، فبيتهم ليلا، وأهلك مواشيهم وأحرق زروعهم " (٧). وهذا ناظر إلى تفسير التولي بالانصراف. (أو كما يفعله ولاة إلخ): ناظر إلى تفسير التولي بصيرورته واليا." (٨) (ع)

(١) في ب: كأنه. والمثبت أعلى هو المناسب للسياق.
(٢) حَلَّ: بالمكان حُلُولًا أَيْ: نَزَلَ، وأصله من حلّ الأحمال عند النزول، ثم جرّد استعماله للنزول، قال ﷿: ﴿أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ﴾ [الرعد: ٣١]: أَيْ تَنْزِلُ. ينظر المفردات - مادة حَلَّ (١/ ٢٥١)، مختار الصحاح - مادة حلل (١/ ٧٩).
(٣) ينظر: البحر المحيط (٢/ ٣٢٩)، الدر المصون (٢/ ٣٥٢)
(٤) مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (٣٣٧ / أ).
(٥) يقصد كتاب: التفسير الكبير، المسمى: مفاتيح الغيب، لأبي عبد الله محمد بن عمر التيمي الرازي الملقب بفخر الدين الرازي، المتوفى: ٦٠٦ هـ.
(٦) بنو زهرة: بطن من بني مرّة بن كلاب، من قريش، من العدنانية، وهم بنو زهرة بن كلاب بن مرة، منهم آمنة بنت وهب أم رسول الله ﷺ، ومنهم سعد بن أبي وقاص أحد العشرة المقطوع لهم بالجنة من الصحابة، وعبد الرحمن بن عوف أحد العشرة أيضًا، كانت منهم جماعة ببلاد الأشمونين، وما حولها من صعيد مصر. ينظر: جمهرة أنساب العرب (١/ ١٢٨) [لابن حزم الأندلسي الظاهري ت: ٤٥٦ هـ، دار الكتب العلمية - بيروت، ط: الأولى: ١٤٠٣/ ١٩٨٣]، قلائد الجمان في التعريف بقبائل عرب الزمان (١/ ١٤٥) [لأحمد بن علي القلقشندي ت: ٨٢١ هـ، تحقيق: إبراهيم الإبياري، دار الكتاب المصري، ط: الثانية، ١٤٠٢ هـ - ١٩٨٢ م]، نهاية الأرب (١/ ٢٧٥).
(٧) التفسير الكبير المسمى: " مفاتيح الغيب " (٥/ ٣٤٦). وذكره الواحدي في الوسيط (١/ ٣١٠)، والبغوي في " معالم التنزيل " (١/ ٢٦٣)، والنيسابوري في "غرائب القرآن " (١/ ٥٧٦).
(٨) مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (٣٣٧ / أ).
وقد ذكر المفسرون أربعة أقوال في المراد بقوله تعالى: ﴿تَوَلَّى﴾ في هذه الآية:
الأول: أَدْبَرَ وَأَعْرَضَ عَنْكَ منصرفا بالبدن، قاله مقاتل وابن قتيبة.
الثاني: مَلَكَ الْأَمْرَ وَصَارَ وَالِيًا. قَالَه مجاهد والضَّحَّاكُ.
الثالث: تولى بمعنى غضب، روي عن ابن عباس وابن جريج.
الرابع: أنه الانصراف عن القول الذي قاله. قاله الحسن.
ينظر: تفسير الطبري (٤/ ٢٣٧)، تفسير ابن أبي حاتم (٢/ ٣٦٦)، النكت والعيون (١/ ٢٦٦)، زاد المسير (١/ ١٧١)، البحر المحيط (٢/ ٣٢٨).
وقد رجح الإمام الرازي القول الأول قائلا: " وَالْقَوْلُ الْأَوَّلُ أَقْرَبُ إِلَى نَظْمِ الْآيَةِ، لِأَنَّ الْمَقْصُودَ بَيَانُ نِفَاقِهِ، وَهُوَ أَنَّهُ عِنْدَ الْحُضُورِ يَقُولُ الْكَلَامَ الْحَسَنَ وَيُظْهِرُ الْمَحَبَّةَ، وَعِنْدَ الْغَيْبَةِ يَسْعَى فِي إِيقَاعِ الْفِتْنَةِ وَالْفَسَادِ." مفاتيح الغيب (٥/ ٣٤٧).=

1 / 195