لا شك في أن هذا الدين نسيج وحده في تاريخ الإنسانية.
الروح وفلاسفة الهند
يحاول فلاسفة الهند أن يخرجوا الإنسان من الطبيعة بأن يجردوا الروح من أغلال الجسم، فإذا اعتبرنا الروح قوة تحل في الأجسام الحية، كان لا مندوحة لنا عن الاعتقاد بأنهم إنما يحاولون في الحقيقة أن يقللوا جهد المستطاع من تأثير الجسم في الروح، لا أن يجردوا الروح من الجسم، تجريدا تاما.
الروح والجسم، وما نقصد بالروح إلا سر الحياة المودع في الأجسام الحية مثلهما كمثل المادة والقوة، فإذا استطعنا أن نبرهن على أن هنالك مادة يقوم وجودها بغير قوة، أو أن قوة من المستطاع أن توجد في غير مادة، أمكننا أن نبرهن على أن الروح قد توجد في غير جسم حي، أو أن جسما حيا من المستطاع أن يوجد بلا روح، فالروح إذن يجب أن تحل في جسم؛ أي في مادة.
وماذا يكون من أمر الروح، بعد أن تموت الأجسام؟ ذاك سر لم ينض عنه الحجاب.
أكذوبة الحرية
من الأكاذيب المتفق على أنها صحيحة أكذوبة أن الإنسان ولد حرا. أول ما في هذه النظرية من بطلان أن الإنسان لم يختر أن يوجد في هذه الحياة، فكيف به يكون حرا؟ وكذلك هو يرتحل عن هذه الحياة غير راض عنها ولا عن الارتحال من بيئتها، فكيف به يكون حرا؟
ثم هو عند حد قول بشار:
خلقت على ما في غير مخير
هواي ولو خيرت كنت المهذبا
Bilinmeyen sayfa