Fatawa al-Salah
فتاوى الصلاة
Soruşturmacı
عبد المعطى عبد المقصود محمد
Yayıncı
مكتب حميدو
واصرف عني سيئها فإنه لا يصرف عني سيئها إلا أنت».
وثبت عنه في الصحيح أنه كان يدعو إذا رفع رأسه من الركوع، وثبت عنه الدعاء في الركوع والسجود، سواء كان في النفل أو في الفرض وتواتر عنه الدعاء آخر الصلاة وفي الصحيحين أن أبا بكر الصديق - رضي الله عنه - قال: يا رسول الله! علّمني دعاء أدعو به في صلاتي فقال: «قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم»(١٣) فإذا كان الدعاء مشروعاً في الصلاة لا سيما في آخرها، فكيف يقول: إذا فرغت من الصلاة فانصب في الدعاء، والذي فرغ منه هو نظير الذي أمر به، فهو في الصلاة كان ناصباً في الدعاء، لا فارغاً. ثم إنه لم يقل مسلم إن الدعاء بعد الخروج من الصلاة يكون أوكد وأقوى منه في الصلاة، ثم لو كان قوله: ﴿فانصب﴾ في الدعاء، لم يحتج إلى قوله: ﴿وإلى ربك فارغب﴾ فإنه قد علم أن الدعاء إنما يكون لله.
فعلم أنه أمره بشيئين: أن يجتهد في العبادة عند فراغه من أشغاله، وأن تكون رغبته إلى ربه لا إلى غيره كما في قوله: ﴿إياك نعبد، وإياك نستعين﴾ فقوله: إياك نعبد، موافق لقوله فانصب. وقوله: وإياك نستعين موافق لقوله: وإلى ربك فارغب، ومثله قوله ﴿فاعبده وتوكل عليه﴾ وقوله: ﴿هو ربي لا إله إلا هو عليه توكلت وإليه متاب﴾ وقول شعيب عليه السلام: ﴿عليه توكلت وإليه أنيب﴾ ومنه الذي يروى عند دخول المسجد: «اللهم اجعلني من أوجه من توجه إليك، وأقرب من تقرب إليك، وأفضل من سألك ورغب إليك»(١٤)، والأثر الآخر وإليك الرغباء والعمل، وذلك أن دعاء الله المذكور في القرآن نوعان: دعاء عبادة، ودعاء مسألة ورغبة، فقوله: ﴿فانصب وإلى ربك فارغب﴾ يجمع نوعي دعاء الله، قال تعالى: ﴿وأنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا﴾ وقال تعالى: ﴿ومن يدع مع الله إلهاً آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه﴾ الآية ونظائره كثيرة.
وأما لفظ «دبر الصلاة» فقد يراد به آخر جزء منه، وقد يراد به ما يلي آخر
(١٣) متفق عليه لفظ البخاري جـ ٨ ص ٧٩ شعب مسلم جـ ٨ ص ٣٤ تحرير النسائي جـ ٣ ص ٤١ الترمذي حديث ٣٥٩٢ ابن ماجه حديث ٣٨٣٥.
(١٤) لا يصح وفي الأحاديث الصحيحة ما يكفي ١ هـ.
107